لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الاثنين، 29 نوفمبر 2010

"عروس البـسـتان" قصة للأطفال بقلم جاسم محمد صالح

عروس البـسـتان
جاسم محمد صالح

شعرت (هيفاء) برغبة في أن تعود إلى البيت … بعد أن قضت وقتا جميلا وممتعا بين أشجار المتنزه القريب من البيت .
 وبعد رجوعها شاهدت الطيور وهي تطير مغردة من غصن إلى غصن ... وبعدها تحلق طائرة في الفضاء لتختفي بين غيومه البيضاء المتناثرة
 و لكن احد الطيور واسمه عروس البستان جذب اهتمامها لروعة ألوانه … فأخذت تتابعه وهو يطير من غصن إلى غصن و من مكان إلى آخر ، حتى ابتعد عن طريقها … لكنه في النهاية وقف فوق احد الأغصان القريبة من الأرض .
فرحت (هيفاء) ومدت يدها لتمسكه … لكنها اكتشفت أن ساقية صغيرة تفصلها عنه , فاحتارت في أمرها, لكن الطير كان ينظر إليها باهتمام كأنه يريد منها أن تجرب ذكاءها وتعبر إليه …
 لكن عبور ساقية صغيرة بالنسبة لطفلة مثلها أمر ليس سهلا ، لهذا فقد أخرجت من جيبها منديلا ملونا ووضعته على الأرض وجلست عليه , وأخذت تفكر في أمر الطير وهي تلعب مرة بخصلات شعرها ومرة أخرى بغصن صغير تمرره فوق الماء وتخرجه مبتلا وقد تعلقت به بعض الأوراق المتساقطة .
وقفت (هيفاء) في مكانها … بعد أن مرت في ذهنها فكرة عملت على تحقيقها … فأسرعت وجمعت الأغصان المتناثرة على الأرض وشدتها شدا محكما … وعملت منها جسرا صغيرا وضعته على الساقية الصغيرة التي عبرتها بسهولة .
طار عروس البستان من مكانه وحط على كتفها بعد أن تأكد من محبتها له , ففرحت (هيفاء) فرحا كبيرا وعلت الابتسامة وجها ... وصار عروس البستان من اعز أصدقائها .


gassim2008_iraq@yahoo.com

"القرصان الأعرج الصغير" قصة للأطفال بقلم مجدي نجيب

القرصان الأعرج الصغير


تأليف: مجدي نجيب
رسوم: صلاح بيصار

فشلَ الغرابُ في إقامةِ علاقة صداقة بينه وبين الطيورِ، على الأخص الحمامةَ البيضاءَ التي تسكن بعده بثلاثِ شجراتٍ. فكّر لماذا؟ وما السبب؟! إنه لم يحاول إلحاق الأذى بها. في كل صباحٍ، كان يلقي التحيةَ على الحمامةِ البيضاءِ، ترد عليه باقتضابٍ غير مرحبّة بمدِّ جسورٍ للحديثِ بينهما. «ما الحكاية؟» همس لنفسِهِ في حيرةٍ، وهرشَ رأسَه بانفعالٍ غاضبٍ ثم عاد إلى تساؤلاتِهِ: «هل عدم الترحيب بي يعود إلى لونِها الأبيضِ؟ ولوني الأسود الغامقِ؟»، «أم لأنني أتعامل مع غيري على أنني الأفضل؟» أبعد فكرة أن يكون السبب «لونَهُ»، فهو يتذكر أن والده أخبرَه منذ مدة أن العالم كله قد تخلّى عن التفريق بين الأجناسِ في اللونِ. وأصبح خاليًا من العبيدِ الذين كانوا قد سُرقوا من بلادٍ إفريقيةٍ لتسخيرهم عند الرجلِ الأبيضِ، والإنسان اليوم لا يميّزه عن غيرِهِ إلا عملُه، لا لونُه. فكّر كثيرًا هذا الصباح، ولكنه لم يجد سببًا. وأخيرًا، استسلم لظنه أن السببَ ربما يعود إلى أسلوبِهِ الغليظِ وخشونتِهِ في التعاملِ مع غيرِهِ، وبرّر ذلك بأنه مثلَ الجنودِ: جاد في حياتِهِ، ولا يعرف النعومةَ والدلعَ.

«... لايهم الآن التفكيرُ، فأنا جائعٌ وتعبٌ» هكذا همسَ لنفسِهِ، ولم يعرف كيف غلبَه النومُ، ولا يتذكر ما حدث له بعد ذلك! هل سقطَ من فوقِ الشجرةِ فالتقطهُ أحدُهم!! إنه في حال ذهول من المكانِ الذي وجد فيهِ نفسَه. تلفّت يمينًا ويسارًا، واكتشف أنه في سيركٍ. «يا للعجب!» قالها وهو يهزُّ رأسَه عندما رأى مهرّج السيرك بملابسِهِ الملونةِ يداعبُ الأولادَ، وفجأةً أخرج من جيبِهِ حمامةً بيضاءَ تشبهُ الحمامةَ البيضاءَ جارته التي تسكنُ بعده بثلاثِ شجراتٍ ولا تبادله الودَّ، ووقفت على كتفِ المهرّج الذي أخرجَ من جيبِهِ الآخر حمامةً سوداءَ وقفت على كتفِه الثانية، وصفّق بيديهِ، فانتقلت الحمامةُ البيضاءُ بجوارِ الحمامةِ السوداءِ، ولاحظَ الغرابُ أن كلاً منهما تقترب من الأخرى أكثرَ كأنهما صديقتان، فتأكد بما لا يدع مجالاً للشكِ أن حكاية «اللون» لا علاقة لها بالصداقة أو الودِّ أو الحبِّ أو العملِ، وعرف أن والده كان صادقًا عندما أخبره أن زمن العبوديةِ والتمييزِ بين البشرِ للونهم قد انتهى.

نفض جناحيه كأنما يحاول أن يُبعد عنه هواجسَه، وأحسّ بالانتعاشِ، فبدأ يتأمل ما حولَه: مجاميعٌ من الكبارِ وأولادِهم الذين جاءوا لمشاهدةِ ألعابِ السيركِ، ألوانُ بشرتهم مختلفةٌ، بيضاء، وسمراء، وسوداء، وصفراء، يتضاحكون جميعًا على ما يشاهدونه من ألعابٍ بهلوانيةٍ. فجأةً رأى حبلاً من السلك يمتد بعرضِ السيرك وفوقه أحد البهلوانات يتأرجح، فحاول تقليده. كانت مشيته بها نوعٌ من العرجِ الذي يذكرّنا بالقرصانِ صاحبِ القدمِ الخشبيةِ، الذي كثيرًا ما شاهدناهُ في أفلام السينما الكرتونيةِ، وهنا هتفَ أحدُ الأولادِ من مقاعدِ المتفرجين، وهو يشير بإصبعِهِ: «انظروا.. إنه القرصان الأعرجُ الصغيرُ!!».

فانتبه الجميعُ للغرابِ الذي كان يرقصُ على الحبلِ السلكِ، وأخذوا يصفّقون له، ومن شدة سعادته حاولَ المشي على الحبلِ بقدمٍ واحدةٍ لتأكيد مهارتَه، ولكنه فقد توازنه وسقط، وجاء وقوعه فوق ظهر الفيلِ الذي كان يقوم ببعضِ الحركاتِ الاستعراضيةِ الصعبةِ من خلال أوامر مدربه.

الغرابُ وجدها فرصةً للراحةِ فوقَ ظهر الفيلِ، وظنّ جمهور السيرك أنه سيقدم فقرةً جديدةً، فصفّقوا له، وفي هذه اللحظة، نسي جوعَه وتعبَه وهمسَ لنفسِهِ: «ياه.. ما أجمل أن يقدّرك كل هذا الجمهور، الكبار، والصغار، وأن تشعر بمحبتِهِم». ولذلك تحامل على نفسِهِ، وحنجل في مشيتِهِ ثم وقف بقدم واحدةٍ على ظهر الفيلِ، ولكنه كاد أن يسقطَ، فتشبّثَ ممسكًا بأذنِهِ، وفي اللحظةِ نفسِها، كان الفيلُ قد حرّكَ خرطومه وأمسكه به ثم قذفَ به لأعلى، فأصدرَ الغرابُ أصواتَ استغاثة عندما جاءت سقطته فوقَ الطربوشِ الأحمرِ لمدرّبِ الفيلِ فارتفعت أصواتُ التهليلِ والاستحسانِ تشجيعًا له، وشعر كلُّ مَن يعمل في السيركِ بأن الغرابَ زميلٌ جديدٌ انضمّ إليهم، فتفاءلوا بنجاحِهِ من أول يومٍ له في العملِ.

أما الغراب نفسُه، فكان لا يصدّق ما يراه وما يسمعه، فهمس لنفسِهِ: «إنني محبوبٌ. لقد اكتشفت ذلك. إنني محبوبٌ».

ومنذ ذلك اليوم، اقتنع الغرابُ بأنه يجب عليه أن يهتمَّ بتحسين معاملتَه لغيرِهِ دون تعالٍ، أو تكبّرٍ، فالتعاملُ الطيبُ مع جميعِ الكائناتِ يزرعُ الألفةَ والمحبةَ بينهم.

http://www.alarabimag.com/youngaraby/Data/2007/11/1/Art_81210.XML


السبت، 27 نوفمبر 2010

"الفيل الوفي" قصة شعرية للفتيان بقلم د.حسين علي محمد

الفيل الوفي

بقلم: د.حسين علي محمد



اسمعْ ما أحكيهِ الآنْ
فأنا فيلٌ عاشَ سنينَ كثيرهْ
ورأيتُ كثيراً منْ أيّامِ البهجةِ
وكثيراً منْ أيَّامِ الحرمانْ

أحكي لكمُ الآنْ
ما مرَّ بنا في العامِ الماضي
قبلَ وأثناءَ الفيضانْ



***
في العامِ الماضي جفَّ النَّهْرْ
مات الزرعُ
وجفَّ الضَّرْعْ

ولهذا
صرتُ أهيمُ على وجهي في أرضِ اللهْ
أبحثُ عمّا آكُلُهُ

فالقيْظُ شديدٌ
والخيْرُ شحيحْ
ولقدْ كنت
أحملُ في جوْفي الجوعَ
وفي الأحشاءِ الآهْ

اقتربتْ منِّي سيدةٌ فاضلةٌ سمراءْ
نَفَضتْ عنْ كتفيْها بعضَ الأتربةِ
وكانتْ تبدو في إعْياءْ
مدَّتْ لي بيديْها السمراويْنِ الخضراواتِ ، أكلْتْ

وتقدَّمْتُ إليْها
لأساعدَها
فيما تعْملُهُ
وابتسَمَتْ، فتقدَّمْتُ

نطقَتْ، قالتْ: إني أقدرُ أنْ أعملْ
شكراً لكْ.

كانتْ عيناها الباسمتانِ تقولانْ:
لمْ أتقدَّمْ بالخضرواتِ إليْكَ الآنْ
كيْ تحملَ عنِّي
أوْ تعملَ بدلاً مني
إنك لوْ تعملَ هذا، تتعبُني

طلبَتْ منِّي
أن أحضر كلَّ صباحٍ للحقْلْ



***
مرَّتْ بعضُ الأيّامِ القائظةِ، وكنتْ
أتقدَّمُ كلَّ صباحْ
للسيدةِ، فآكلُ وأُساعدُها

والسيدةُ تُقدِّمُ لي ما يكفيني في الليلْ
وأعودْ
أحملُ في قلبي الشُّكرْ
أتمنَّى لو أقدرُ أنْ أفعلَ شيئاً
للسيدةِ السمراءْ



***
وحَكَتْ لي قصَّتَها ذاتَ صباحْ
الاسمْ: "إحسانْ"
أرملةٌ تقتربُ من الخمسينْ

ذهَبَ الأطفالُ مع الزَّوْجِ صباح العيدِ
إلى القريةِ مُبتهجينْ
ليزوروا عمَّتَهمْ "إيمان"
ماتوا في حادثةٍ بشعهْ
إذْ غرقوا في النهرِ جميعا
بقِيَتْ "إحسانُ" وحيدهْ
تشربُ من حزنِ الأيَّامْ
تزرعُ قطعةَ أرضٍ خضراواتْ
وتعيشْ
في كوخٍ في طرْفِ الأرضْ
وتُعاني من قسوةِ جارٍ يُدْعى "غيلانْ"
أنا أيضاً معْ رفقائي الأفيالِ نُعاني منْهْ
"كانَ يرى الأفيالْ
تخترقُ حقولَ الخضراواتِ
فيرشُقُ أسلاكاً، أوْ أشواكاً تدمي أرجلنا
حينَ نمُرُّ بأرضِهْ



***
ذات مساءٍ كان شديدَ الإظْلامْ
فاضَ النهرُ
وأغرقَ أرضَ الوادي كلِّه

كانتْ "إحسانُ" المسكينةُ نائمةً في الكوخٍ
فطرقْتُ البابْ
أشرْتُ إلى النهرْ

لكنَّ المسكينةَ ضحِكتْ
كانتْ تحسبُ أنَّ النهرَ أتى بالخيْرْ
ورأيتُ البسمةَ تعلو شفتيْها، فصَرَخْتْ

وتنبَّهتِ المسكينةُ ساعتَها
حملتْ ما تقدِرُ، ركِبَتْ فوقي
وجريتُ إلى منطقةٍ تبعُدُ ميليْنِ عن الوادي
وقضيْنا أسبوعاً

عُدنا بعدَ الأسبوعِ إلى الوادي
كانتْ جثةُ "غيلانَ" وراءَ الكوخِ الأخضرِ مُنتفِخَهْ
حزِنتْ "إحسانْ"
وحفَرْنا الأرْضَ، وواريْناهْ

قلتُ "لإحسانْ":
هذا الرجلُ القاسي حاربَنا
وَضَعَ الشَّوْكَ لنا
كيْ يُدمي أرجلَنا

هذا الرجلُ القاسي كانَ يُفكِّرُ في قتلِكْ
كيْ يأخذَ قطعةَ أرضِكْ
هذا قَدَرُ اللهِ المحتومُ "لغيلان"
ليسَ من الصُّدفةِ يا "إحسانْ"
أن يأْتيَ هذا الفيَضانْ
بالخيْرِ لكلِّ الناسْ
ولتصرعَ "غيلانَ" الأحقادُ!




الجمعة، 26 نوفمبر 2010

"بأقدر أفوت" قصيدة للأطفال بقلم عبده الزراع

بأقدر أفوت
شعر: عبده الزراع

انا عينكبوت
انا عينكبوت

بأحب اسكن
جوه البيوت
* * * * * *
أنا عينكبوت
وبأقول توت توت

قطر السنه دى
قرب يفوت

وبكل قوة
واقف اخطبوط

وما أخافش أبدًا
من أى صوت

وان حد قرب
يمكن يموت
* * * * * *
أنا عينكبوت
من أى محنة
بأقدر أفوت

وابنى فى عشى
يا مطره رشى
على وشى أمشى

ومعايا قوت
لبنتى عينى
ولابنى كبوت

ما أنا عينكبوت
أنا عينكبوت

الخميس، 25 نوفمبر 2010

"في بيتنا مكتبة" قصة للأطفال بقلم الطيب أديب



"في بيتنا مكتبة" 
 بقلم : الطيب أديب

الأشقاء زينب وخالد وفهد يعشقون القراءة ، فهم يقرءون الكتب الجميلة المفيدة ، ومجلات الأطفال الممتعة ليزودوا معلوماتهم ‘ ويحافظون عليها في حجرة المذاكرة في بيتهم المنظم .!
ذات مرة دخل عليهم والدهم فسره ما رأى قائلا :
بارك الله فيكم يا أبنائي ، ما هذه الكتب الجميلة التي أراها ؟
قالت زينب :
إنها كتب وقصص اشتريناها من مصروفنا الخاص الذي تعطيه لنا يا أبى.
فقال لها أبوها :
بارك الله فيكم يا زينب أنت وأخويك على ما قمتم به من عمل نبيل .
وقال فهد :
لقد علمتنا يا أبى كيف نشغل أوقات فراغنا فيما يفيدنا .
وقال خالد :
ونحن يا أبى نقرأ كتبنا الدراسية أولا ثم نطالع فى كتبنا الأخرى لنتسلح للمستقبل بالعلم والأدب .
فقال الوالد مسرورا :
ما أجمل ما أسمعه منكم يا خالد ، وأنا من اليوم سأزيد مصروفكم ، وغدا إن شاء الله أعدكم بهدية ثمينة ستسركم كثيرا .
وفى اليوم التالي وبينما الأشقاء الثلاثة في حجرة المذاكرة ، دخل عليهم والدهم وبجانبه والدتهم ، وهما يحملان كثيرا من الكتب والقصص .
قالت زينب :
ما أجملها هدية !
خرج الوالد وعاد مرة أخرى يحمل( جهاز كمبيوتر )، وهو يقول لهم :
وارجوا ألا يلهيكم هذا الجهاز عن القراءة فى كتبكم المفيدة .
بدت السعادة على وجوه الأشقاء الثلاثة الذين اقبلوا نحو هديتهم الثمينة فرحين بها ..!
قال خالد :
لقد تعلمنا يا أبي في مدرستنا كيف نحسن استخدام هذا الجهاز المفيد ، وهو لا يغنينا أبدا عن القراءة في كتبنا التي نعشقها .
وفى الصباح ذهب الأشقاء الثلاثة لمدرستهم وعندما رجعوا ، دخلوا حجرة المذاكرة فوجدوا مكتبة جديدة ذات أرفف عديدة وبجانبها ثلاثة مكاتب صغيرة ، وبجانب كل مكتب كرسي صغير مريح ، (وجهاز الكمبيوتر) في جانب من الحجرة .
قالت الوالدة :
ما رأيكم في هذه المكتبة ولوازمها ، التي اشتراها لكم والدكم هذا اليوم؟
قالت زينب :
إنها مفاجأة أخرى يا أمي فشكرا لكما ، وما أعظمكما أنت وأبي .
جاء الوالد فأسرع الأشقاء الثلاثة يشكرونه ويدعون له ولوالدتهم بوافر الصحة .
وقال الوالد :
والآن أرجو أن تتعاونوا في تنظيم مكتبتكم وتصنيف كتبكم بأنفسكم ، ليسهل عليكم الحصول على ما تريدونه منها ، بدت المكتبة رائعة ، تزين الحجرة المنظمة .
وقال الأشقاء الثلاثة :" الله : ما أجمل مكتبتنا "..!

زقزق العصفور، قصيدة للأطفال بقلم أسامة الزيني

زقزق العصفور
شعر: أسامة الزيني

زقزق العصفورُ نادى
يا رفاقَ الصبحِ هيّا

جاءنا يومٌ جديدٌ
فالمدى نطويْهِ طَيّا

لي جناحانِ وأنتم
تملكونَ الحلمَ حيّا

حلِّقوا بالحلمِ حتى
تَلمَسوا الغيمَ الطريّا

حققوا أحلامَكم لا
تتركوا لليأسِ شيّا

كلُّكم عزمٌ فقوموا
وافعلوا شيئاً ذكيّا

اغرسوا نبتاً ليَبْقى
حولَنا الكونُ بَهِيّا

ادرسوا عِلماً مفيداً
مَنْ يكونُ العبقريّا؟

من سيُعلِي عَلَمَ الأوْ
طانِ خَفَّاقاً عَلِيّا؟

اقرؤوا ديوانَ شعرٍ
اسمعوا نُصْحاً زكيّا

ساعِدوا شيخاً ضعيفاً
مَنْ يكنْ منكم قويّا

وامنحوا المالَ فقيراً
من يكنْ منكم غنيّا

ساعدوا الناسَ جميعاً
قدموا العَوْنَ قويّا

بكِّروا بالجِدِّ واسعَوا
قبِّلوا الصبحَ النديّا

إخوتي كالطيرِ كونوا
تصبحوا خَلْقاً سَمِيّا



الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

حصالة الأفكار، قصة للأطفال بقلم عبدالله مرشدي

حصالة الأفكار
قصة /عبدالله مرشدي

أمسك سمير بحصالته الخشبية وهو يبتسم وخاطبها قائلا: الآن وبعد أن انتهى العام الدراسي أستطيع أن أخرج ما بك ،وأشترى به ما أريد،ثم فتحها وأخرج ما بها من نقود ،ثم أزاح بالحصالة تحت السرير ،وهم ّ بالخروج من الحجرة ،ولكنه توقف حين سمع صوت حصالته يناديه قائلا :أتريد أن تستغني عنى يا سمير؟
فقال سمير: لا يا عزيزتي أنا لن استغنى عنك أبدا.
فقالت الحصالة: ولماذا تزيح بي هكذا تحت السرير؟
فقال سمير: أنا أحفظك هنا حتى يأتي العام الدراسي الجديد.
فقالت الحصالة:ولكنني لا أحب أن أستمر هذه الفترة الطويلة بلا عمل . كما أنني تعودت علي رؤيتك كل يوم يا سمير ،ولا أستطيع أن أفارقك كل هذه المدة .
قالتها الحصالة وكادت الدموع تنزل من عينيها ، فتأثر سمير بكلامها ، فأخذها ووضعها علي مكتبه ،ثم جلس علي الكرسي، وهو يفكر في كلام حصالته ولم يقطع تفكيره إلا صوت صديقه وليد الذي جاءه مناديًاً : هيا يا سمير كي نذهب إلي المكتبة ،فقد بدأ مهرجان القراءة للجميع .
وصل الصديقان إلي المكتبة، وراح كلاً منها يتطلع عناوين الكتب فوق الأرفف ،فأعجب سمير بكتاب عن نهر النيل فأخذ يتصفحه صفحة بعد الأخرى، وحين وجد معلومات لم يكن يعرفها من قبل توجه إلي أمين المكتبة ،وطلب منه ورقة صغيرة، وراح يكتب فيها ما يقابله من معلومات جديدة،ثم راح يقرأ الكتاب تلو الآخر،ويدون ما يقابله من معلومات في أوراق صغيرة .
رجع سمير إلي حجرته، وراح يبحث عن مكان يضع به الأوراق التي جمع فيها المعلومات من المكتبة ،وإذا به يسمع صوت حصالته يناديه قائلاً :لا تحتار يا سمير فأنا المكان الذي تبحث عنه .
ابتسم سمير وقال: حقا يا حصالتي العزيزة فأنت المكان الآمن فعلاً ،ثم أنها فرصة لكي أراك كل يوم .
ظل سمير على هذا الحال يجمع المعلومات والأفكار من الكتب في ورق صغير،ثم يضعه داخل حصالته حتى انتهت الأجازة الصيفية، وبداً العام الدراسي الجديد ،وأعلنت المدرسة عن مسابقة بين الفصول لاختيار أفضل لوحه حائط .
على الفوز تذكر سمير حصالته العزيزة، فأحضر ما بها من أوراق ،وأعد مع زملاء فصله لوحة حائط مليئة بالمعلومات الفريدة ، ففازت اللوحة بالجائزة الأولي ، وحين جاء يوم التكريم تقدم سمير وهو يحمل حصالته العزيزة ،وسلم علي أساتذته ،وأستلم الجائزة ،فابتسم ناظر المدرسة وقال : هل ستضع الجائزة في الحصالة يا سمير؟!
فابتسم سمير وقال :لا يا حضرة الناظر لقد أحضرت حصالتي لأنها تستحق الجائزة معنا.
فقال الناظر بدهشة: كيف ذلك يا سمير ؟!
ابتسم سمير، ثم راح يحكي للجميع حكايته مع حصالته العزيزة .

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

غيمة الأحلام الدائرية، مسرحية للأطفال بقلم روضة السالمي

غيمة الأحلام الدائرية
(المسرحية الفائزة بالجائزة الأولى في المسابقة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل لسنة 2009)

بقلم: روضة السالمي

منظر عام:
إضاءة خفيفة مائلة للون الوردي، في منتصف الركح سرير صغير عليه الكثير من الدمى

الشخصيات:
أحلام
أمنية
الجوقة الموسيقية
الراوية

الفصل الأوّل
المشهد الأوّل

الراوية، تجلس على حافة الركح
- كان يا ما كان.. في غيمة من ألوان... كانت تعيش بنت صغيرة اسمها أحلام...
تدخل أحلام، ترتدي ثياب النوم، تتمطى وتتجه نحو وسط المسرح حيث سرير صغير عليه الكثير من الدمى لتنام عليه
الراوية
- كانت أحلام كسولة جدا تحبّ النوم، وفي المدرسة تستغرق في أحلام اليقظة، وعندما تستيقظ صباحا تمضي وقتا طويلا وهي تروي لأصحابها من الدمى ما رأته في المنام.. وكانت أحلامها جميلة جدا...
أحلام تلعب بمجموعة من الدمى، تدخل الجوقة الموسيقية، تجلس على المسرح
صوت من الجوقة
- هيا يا أحلام.. ماذا رأيت بالأمس في المنام
الجوقة
- هيا يا أحلام.. ماذا رأيت في المنام؟
تحدّث أحلام دميتها
- رأيت نهرا فيه سمك أحمر... سقطت فيه وردة
الجوقة
- وماذا أيضا؟
أحلام
- رأيت عصفورا صغيرا يحمل فيلا
الجوقة تضحك وتردّد
- عصفور صغير ويحمل فيل؟
أحلام
- وكان الفيل أصفر
الجوقة غير مصدّقة
- فيل أصفر؟
صوت من الجوقة
- وماذا أيضا؟
أحلام تجلس قرب الجوقة
- خرج السمك من النهر.. ارتدى ثوبا أزرق... أعطاني كتابا وعلبة ألوان وأهداني وردة
صوت من الجوقة
- والفيل؟ أين ذهب الفيل؟
أحلام
- جلس الفيل في العش.. وحطّ العصفور فوق كتفه
الجوقة باستغراب
- جلس الفيل في العش؟ وماذا أيضا؟
أحلام
- كانا يمسكان الصحيفة بالمقلوب، يقرآن ويضحكان.. لم يلمحاني لذلك جلست بعيدا وأمسكت علبة الألوان
الجوقة
- وماذا رسمت
أحلام
- رسمت غابا، وبحرا بلا قاع، وزورقا بلا شراع...
الجوقة
- وماذا أيضا؟
أحلام
- رسمت عجوزا وذئاب، وتركت القمر يخرج من الباب
الجوقة
- والزهرة؟
أحلام
- أخذها القمر قبل أن يخرج من الباب
الراوية
- كانت أحلام تقص على دماها كلّ ما تراه في المنام.. وكانت الدمى تحب أحلامها.. غير أنّ عجوز الغابة السحرية سرقت كيس الأحلام
الجوقة بتأثّر
- أوه لا
صوت من الجوقة
- هل يعقل؟
صوت آخر من الجوقة
- مسكينة أحلام

المشهد الثاني

الجوقة تغني بهمس

وحدها والليل والدمى
تنتظر الكرى..
عدّت كلّ النجوم
حتى النجوم البعيدة..
عدّت الحروف
وألف ألف خروف
لكن أحلامها..
بقيت بعيدة...

صوت من الجوقة

كانت أحلام
في النوم ترسم بالألوان
حتى جاءت تسعى في الظلام
عجوز تسرق من الحلم الألوان
كلّ الألوان

الجوقة

ووحدها بقيت أحلام
هي والدمى وحيدة..

يسقط شيء ما ويرتطم بأرض المسرح
تخرج أحلام من السرير وتسرع أحلام لالتقاطه
- إنها دمية
تمسكها وتقول
- إنها الدمية رقم 100من العالم المجهول مجدّدا

يشتعل ضوء زهري وسط المسرح حيث تقف أحلام وتغني الجوقة من جديد

صوت من الجوقة الموسيقية

هذي الدمية اسمها آية
لها ثلاثة أثواب للسهرة
واحدة بيضاء كالثلج
وأخرى زرقاء كالموج
وأخرى حمرا كالجمرة

تردّد الجوقة الموسيقية وترقص في المسرح

وعندها أثواب أخرى
ثوب لليوم
وثوب للنوم
وآخر للنزهة
أما أحلاها فللسهرة

صوت فتاة تقترب من المسرح ترتدي ثياب النوم
- آية.. آية.. أين أنت؟ أين اختفيت

الفصل الثاني

المشهد الثالث

تجلس الجوقة في حلقة يسار المسرح، بينما يسلّط الضوء على البنتين

تجيب أحلام
- إنها هنا.. لقد سقطت من فوق
تقول أمنية
- لم تسقط.. بل أنا رميتها
تسألها أحلام
- ولماذا رميتها؟
أمنية
- لأنها تقول أشياء غريبة..
أحلام
- ماذا تقول؟
أمنية
- أشياء رهيبة..

الجوقة الموسيقية

الدمية تحكي
عن بلد أخفاه السحر
عن سمك بلا بحر
عن غاب بلا شجر
عن زهر بلا عطر
عن ليل بلا قمر

الدمية تحكي
بلغة بلا حرف
عن عيش بلا شغف
وعن بنت تدعى أحلام..
في غاب الليل الشائك تهجرها الأحلام

تصمت الجوقة الموسيقية، البنتان تجلسان على السرير مع الدمى وسط المسرح

أمنية
- ماذا تفعلين في الليل وحدك؟
أحلام
- إنني أنام..
أمنية
- ما اسمك؟
أحلام ما تزال تمسك الدمية بيدها
- اسمي أحلام
أمنية
- أنت إذن هي أحلام... وأنا أمنية
أحلام
- أنت أرسلت الدمية إذن؟
أمنية
- وأرسلت إليك قبلها كل الدمى التي كانت عندي
أحلام
- لماذا؟
أمنية
- لكي تساعديني
أحلام
- وفي ماذا أساعدك؟
أمنية
- في البحث عن القمر
أحلام
- القمر؟
أمنية
- أجل.. لقد اختفى.. ومنذ سنوات أنتظر المدّ كي يعيد لي زورقي..
أحلام
- وإلى أين ستذهبين به؟
أمنية
- إلى أمّي... فهي من بحر المجهول تناديني

يسلّط الضوء على الراوية التي تواصل الحكاية
- أخبرت أمنية أحلام عن القمر الأفول وعن أمّها في بحر المجهول، وعن عجوز الحكاية

موسيقى ميلودرامية.. صوت من الجوقة
- يا لها من قصة حزينة
صوت آخر من الجوقة
- إنها بالفعل لمسكينة

يظلم المسرح تدريجيا.. تصمت الجوقة الموسيقية

المشهد الرابع

أحلام
- فعلا إن قصتك لحزينة
أمنية
- فهل ستساعدينني؟
أحلام
- وكيف يمكنني ذلك؟
أمنية
- لقد أخبرتني عجوز مرّة أنّ بنتا تمتلك كيس الأحلام.. تتوسّده كلّ ليلة كي تنام.. يمكنها عندما تنام أن تحملني معها في الأحلام
أحلام
- لكن الكيس سرق مني.. ومنذ ليلتين وأنا لا أنام
أمنية
- وما الحلّ.. أما من أمل؟
أحلام
- طبعا هنالك حل، لكن علينا أن نفكّر مليا

أحلام تجوب المسرح جيئة وذهابا تفكّر بصوت مرتفع

- هنالك أسئلة كثيرة
أمنية
- أجل... أشياء مثيرة
أحلام
- لماذا اختفى القمر، وأين نجد بحيرة المجهول، ومن سرق كيس أحلامي، ولماذا تختفي العجوز في الغابة؟ وكيف تدخلين أحلامي؟

الجوقة الموسيقية تتجول في الركح وتغني

هنالك في الغابة
هنالك وحوش وذئابه
وعجوز ساحرة كذّابة

صوت من الجوقة

سرقت قمرا
أشعلت جمرا
وجعلت من المجهول بحرا
أخفت فيه كيس الأحلام

كامل الجوقة

أسئلة كثيرة
أمور مثيرة
كيف نركب
قطار الأحلام
كيف وأحلام
لا تنام...

أحلام وأمنية تتبعهما الجوقة يذرعون المسرح جيئة وذهابا يفكّرون

الفصل الثالث
المشهد الخامس
 


تتوقّف أحلام عن المشي فيتوقّف الجميع
- أجل وجدتها
أمنية تتساءل
- وماذا وجدت؟
أحلام
- وجدت الحل
أمنية
- وكيف ذلك
أحلام
- لم تسرق مني كلّ الأحلام
أمنية
- حقا؟
أحلام
- أجل... مازالت لدي أحلام..
أمنية
- رائع مازالت لديك أحلام؟
أحلام
- أجل... أنت حلمي
أمنية باستغراب
- أنا حلمك؟
أحلام
- مثلما أنني أنا حلمك

الجوقة الموسيقية

صوت (1)

الليل طويل
وفي العش فيل
الحلم خطّ ودوائر

صوت (2)

الكلّ في الحلم سائر
والسمك الأحمر في الأفق طائر

الجوقة الموسيقية

كيف من الحلم نفيق
وفي الظلام نرى الطريق
ترى هل نحن عِلم
أم مشهد من حلم

هل هي الحلم
أم نحن في الحلم
والحلم في الحلم؟

تصمت الجوقة الموسيقية

المشهد السادس

أمنية
- إذا كنت أنا في حلمك وأنت في حلمي
أحلام
- يعني ذلك أنّه على إحدانا أن تفيق
أمنية
- وهل سينتهي الأمر إن أفقنا، هل سأجد أمي، وزورقي وقمري
أحلام
- أكيد
أمنية بخوف
- ولكن ماذا لو لم نستطع أن نفيق... هل سنبقى هنا إلى الأبد
أحلام
- معك حق.. هل سنبقى أطفالا إلى الأبد؟
أمنية
- ونذهب إلى المدرسة كلّ يوم
أحلام
- ونزيّن شعرنا بشرائط ملوّنة
أمنية
- ونشاهد أفلام الكرتون
أحلام وأمنية تصرخان
- لا نريد أن نبقى هنا.. أخرجونا من حلمنا

تدوران في أرجاء المسرح ومعهم الجوقة

أخرجونا من هنا
أخرجونا من حلمنا

أحلام تغني

خذوا فيلي الأصفر
سمكي الأحمر
خذوا كلّ الدمى

الجوقة تردّد

خذوا فيلها الأصفر
كل السمك الأحمر
وكلّ الدمى

أمنية تغني

هل أنا في حلمك
هل أنت قمري
أم أنّك في حلمي
أم كلانا في حلم ولا ندري

الجوقة تغني

من الحلم نريد أن نفيق
(إلى الجمهور)
فهل يمكنكم رجاء التصفيق


تواصل الفرقة المسرحية دورانها في المسرح، يسدل الستار تدريجيا تنطفئ الأنوار



تونس، نوفمبر 2009

























































































الاثنين، 22 نوفمبر 2010

عنقود العنب ، قصة للأطفال بقلم د. طارق البكري

عنقود العنب

قصة: د.طارق البكري

- لم يتوقع عنقود العنب عندما كان حصرماً صغيراً أنْ يصبح طعمه مثل السكر.. كان يشعر بطعمه الحامض المرّ ويرى الناس يتجاوزونه إلى العناقيد الناضجة..
- أدرك العنقود منذ صغره معنى النضج ومعنى أن يمضي أسابيع طويلة مملة يتدلى على شجرة العنب..
- كان العنقود الصلب في حباته الأخضر في لونه يتأمل الريح والسماء والنجوم والتراب والناس يروحون ويجيئون من حوله.. وصار يعرف المكان بكل تفاصيله.. حتى الحشرات الصغيرة التي تمشي على الأرض..
- كان العنقود سعيداً جداً وهو يراقب حالات نضجه تحوله يوماً بعد يوم من عنقود شديد الحموضة إلى عنقود شديد الحلاوة..
- وعندما بدأ يشعر بحلاوته.. أدرك اقتراب موعد الحصاد.. وأن يوم قطفه بات قريباً.. فصار يحرص كل يوم على أن يعرض جسده للماء الذي ينثره المزارع الطيب على حباته.. فكان يشعر بالانتعاش والرضا.
- بدأ لون العنقود يتغير، وبدأ النضج يظهر عليه.. حتى أصبح ذهبي اللون.. يلمع تحت أشعة الشمس..
- وجاء المزارع في الصباح يتفقد زرعه.. راح العنقود يناديه بكل حب.. ويقول له تعال يا سيدي واقطفني.. لقد اشتقت إلى يديك..
- نظر المزارع إلى العنقود بفرح.. وقال في نفسه.. ليس بعد.. ثم مضى في طريقه..
- شعر العنقود بالأسى.. فهو يريد أن يحظى بهذا التكريم وهذا الشرف.. فكل يوم يرى أقرانه العناقيد وقد وضعت في سلال القش.. بعناية وحنان..
- ظل العنقود ينتظر موعد قطافه كل يوم.. وإذا مرّ المزارع قربه ومضى.. كان يقول.. غداً موعدنا..
- وفي يوم مشرق سعيد.. جاء المزارع بنشاطه المعهود، ومضى مباشرة إلى العنقود الجميل.. قطفه برقة الأب الحنون.. ووضعه في سلة القش.. ومضى يشكر الله على ما أعطاه من نِعم..

طفل من هنا وطفل من هناك، قصة للأطفال بقلم أزهار أحمد


طفل من هنا وطفل من هناك

أزهار أحمد

دوتو طفل من هناك.
وسليمان طفل من هنا.
هناك بلاد تعاني من الجفاف وهي بلاد فقيرة، ودوتو جائع وعطشان ويحلم أن يشرب حتى يرتوي.
وسليمان يعيش في نعيم بين أهله وأخوته ويشرب كما يريد ويستحم في أي وقت ويلعب بالماء ويغسل ألعابه ويشرب ويرمي الباقي، ويترك الصنبور مفتوحا أحياناً حين يغسل أسنانه.

دوتو ينتظر المطر كل ليلة، وسليمان لا يتذكر من أين يأتي الماء.
دوتو يقول لو أمطرت الدنيا سأضع وعاء أمام البيت ليمتلئ وأسقي أخوتي وأمي. وسليمان يقول لو أمطرت الدنيا فسألعب بالماء مع أصدقائي.

ثم حدث شيء مفاجئ جداً، ففي ليلة مخيفة تبدّل كل شيء، حيث وجد سليمان نفسه في بلاد هناك ووجد دوتو نفسه في هنا.
وكلاهما يعتقد أنه يحلم.
وفي الصباح وجد دوتو ماء وطعاماً وبيتاً جميلاً وثياباً نظيفة.
أما سليمان فلم يجد شيء أبداً، لا ماء ولا طعام ولا حتى سقف بيت.
فرح دوتو وتمنى لو أن إخوته معه.
بكى سليمان وتمنى لو يعود لبيته.
طالت المدة وسليمان في هناك ودوتو في هنا.
 اعتاد سليمان على الجفاف وقلة الماء وتعلم كيف ن ذلك القليل يكفيه لكثير من الأشياء.
 دوتو أيضا تعلم أن الماء هبة من الله ولذلك لم يتغير وصار مع كل الأشياء الكثيرة حوله يستخدم ما وهبه الله بانتظام وخاصة الماء، فهو يعلم وجرب كيف تكون الحياة بدون ماء