لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

ماذا حدث للكيس؟،قصة للأطفال بقلم حسن اللواتي

ماذا حدث للكيس؟
 حسن اللواتي


تنهد الكيس الأصفر البلاستيكي والمربع الشكل داخل صندوق القمامة الحديدي كان يعاني من الحر الشديد والروائح المزعجة وكانت بجواره دمية ممزقة الثوب ومكسورة الذراع فقال لها: " كان بإمكانهم الاحتفاظ بي واستخدامي مرة أخرى أو عدة مرات فليس بي أي ثقوب وجسمي قوي وما يزال يتحمل الأشياء الثقيلة"
تنهدت الدمية وبقيت صامتة وهي تنظر إليه.
شعر الكيس بالغضب والحزن ونظر إلى صديقته الدمية مجددا وقال: "أحلم برحلة طويلة حول العالم أرى فيها البحر والسماء والبساتين الخضراء والورود والعصافير، وربما أجد من يهتم بأمري"
وصاحت الدمية في وجهه " اذهب حيث تشاء أنا لن أذهب معك"
وفجأة اندفعت قطة جائعة داخل صندوق القمامة وحاولت العثور على بقايا بعض الأطعمة وأثناء بحثها قامت بإلقاء الكيس الأصفر خارج الصندوق.
ووقع الكيس على الأرض وتمنى أن يهب الهواء بقوة ويأخذه في رحلة جميلة إلا أن الهواء كان ساكنا ولم يتوقف الكيس عن الشكوى والتذمر فالحرارة أشد في الخارج.
ومرت حمامة برية بالقرب منه ووضعت رأسها داخل الكيس فقال لها: "مرحبا بك يا سيدة حمامة هل تحتاجين إلى كيس كبير وقوي؟"
قالت الحمامة: " أنا وزوجي العزيز نقوم ببناء عش لأطفالنا وأنت دافئ ولكنك كبير الحجم لن تنفعنا" وأخبرها بأنه يرغب في القيام برحلة طويلة فأخذته معها وطارت وبسبب حجمه الكبير لم تتمكن الحمامة من الاحتفاظ به وسقط في أحد الأنهار.
مياه النهر باردة ومنعشة وساعدته على إزالة الأوساخ العالقة به فشعر ببعض السعادة واندفع باتجاه التيار بعيدا بعيدا.
فتحت الغيوم أبوابها وصعدت نسمات لطيفة من وراء الجبال ووصلت إلى الكيس الأصفر فأرخى نفسه لكي تحمله النسمات بعيدا وطار في السماء وظل يعلو ويعلو حتى لم يعد باستطاعته رؤية النهر.
ورأى غيمة صغيرة أمامه فجلس فوقها يستريح ونظر حوله كان منظر الحقول والبساتين جميلا في الأسفل.
قالت الغيمة له: هل ترغب في القيام بجولة حول العالم معي فرد الكيس: "يسعدني ذلك كثيرا ولكنني أرغب أولا في رؤية ذلك البستان الجميل في الأسفل" وأرخى نفسه من جديد وكان الهواء خفيفا فسقط في البستان.
هناك شاهد مجموعة كبيرة من زهور القطيفة وكانت بألوان بيضاء وصفراء وحمراء وبرتقالية وزرقاء وانحنت نحوه زهرة قطيفة عجوز صفراء اللون ففتح فمه وسقطت بذورها بداخله.
وهبت الريح بقوة مجددا وأرخى الكيس نفسه فحملته الريح بعيدا والتقى بصديقته الغيمة مرة أخرى وقال لها: "ليتني أجد أحدا ينتفع بي" وقالت له الغيمة: "اعرف مدينة صغيرة وجميلة يسكنها رجل فنان يصنع طائرات ورقية جميلة سآخذك إلى منزله لعله يستفيد منك"
وتابع الكيس رحلته الجميلة مع الغيمة وأخبرته الغيمة بأنهم فوق المدينة التي يسكنها صديقها الفنان وعندما اقتربت الغيمة من منزل الفنان أرخى الكيس نفسه وسقط على عتبة نافذة المنزل بالقرب من إناء الزهور الكبير وكانت النافذة مفتوحة.
حين رأى الفنان صانع الطائرات الورقية الكيس ابتسم وقال: " ياله من كيس أصفر وجميل شكله مربع وهو قوي ويصلح لصناعة طائرة ورقية جميلة" وأخذه معه إلى الداخل.
وعندما فتح الكيس وجد بداخله بذور زهرة القطيفة وشعر الفنان بسعادة كبيرة وأخذ البذور ووضعها في إناء الزهور الكبير عند نافذته وأحب الكيس الأصفر هذا الفنان الطيب واللطيف كثيرا.
في اليوم التالي جلب الفنان معه خرامة ورق وقلم ومسطرة ومقص وأشرطة لاصقة وملونة وعلبة ألوان وعيدان غير متساوية في الطول وبكرة خيط كبيرة.
وضع الكيس على الطاولة واخذ القلم والمسطرة وقام بتحديد الزوايا التي يرغب فيها ووضع العلامات المناسبة ثم رسم خطوط واضحة فأصبحت العلامات متصلة وقام بقص الكيس ليأخذ شكلا هندسيا جديدا يتوافق مع شكل المعين وأحضر خرامة الورق وخرم أطراف الكيس.
أخبره الكيس الأصفر عن رحلته الرائعة بالتفصيل فرسم الفنان على ظهر الكيس نهرا متدفقا وبالقرب منه بستان جميل فيه الكثير من الزهور والورود، كما رسم غيمة بيضاء وحمامة برية وشمس ذهبية وترك الكيس لبعض الوقت حتى تجف الألوان. ثم أخذ العيدان وقام بتثبيتها في المكان المخروم كما زين الطائرة الجديدة بالأشرطة الملونة وثبت الخيط في جميع الجوانب،وربط الخيط في وسط الطائرة بقوة وهكذا تغير حال الكيس.
وقرر الفنان أن يشارك بطائرته الورقية في مهرجان الطائرات الورقية الذي تقيمه مدينته مرة كل عام ويجتمع فيه الصغار والكبار من كل مكان.

ليست هناك تعليقات: