لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 1 أبريل 2011

"الحـب" قصة للأطفال بقلم عزيـز نصّـار

الحـب
قصة للأطفال بقلم عزيـز نصّـار
- 1 -
ركضتْ ليلى كنسمةٍ رقيقةٍ , دارتْ حولَ شجرةِ النارنجِ وخاطبتْها قائلة:
- حدّثيني عن الحب.
اهتزّتْ أوراقُ الشجرةِ الخضراءُ , ولم تقلْ شيئاً , لكنها أزهرتْ وفاحَ عبيرُها العذبُ في الهواء.
- 2 -
ابتسمت ليلى حيّت الشاعر وقالت:
- ما الحبُ عندك؟
لم يفتح الشاعر فمَهُ بكلمة. قدّمَ لها كتابَهُ الجديدَ , وقد امتلأتْ عيناهُ حباً وفرحاً , قرأت ليلى على الصفحة الأولى
(الحبُ أن أزرع نبضاتي في السطور فتحيا في قلوب الآخرين).
- 3 -
دنت ْ ليلى من أمها. قالت والابتسامةُ تضيءُ وجهَها:
- ما الحبُ حدثيني عنه؟
أطرقت الأم. لم تجبْ , واكتفتْ بضمِ ابنتِها إلى صدرها الدافئ , فشعرتْ ليلى بدقاتِ قلبِ الأم.
- 4 -
في الصباح راحت الشمسُ تتسلّقُ السماءَ , قالت ليلى لجدِّها:
- ما الحبُ يا جدي؟
رفعَ رأسَه , أشارَ بإصبعه إلى خيوطِ الشمس المتوهجة , وأشارَ إلى السماء التي تتلوّن بزرقةٍ شفّافةٍ , ثم أشار إلى العشبِ المتلألئ بقطرات الندى , وإلى الأرضِ والجبالِ والحقولِ الجميلة.
سألتْه ليلى عندما جاء الليل:
- وما الحبُ يا جدي؟
أشارَ إلى القمر المنير , والسماءِ المرصّعة بالنجوم , والتمعت عينا ليلى كقنديلين مضيئين.
- 5 -
قالت ليلى للصياد وهما على شاطئ البحر:
- حدّثني عن الحب.
لم يردّ الصيادُ مدّ يدَهُ نحو البحرِ الأزرقِ الواسع , وأمسك باليدِ الأخرى زورَقَهُ المتأرجحَ فوقَ الأمواج.
- 6 -
قالت ليلى للأرض:
- حدّثيني عن الحب.
ظلّت الأرضُ صامتة , ارتعشت الأشجارُ , وسمعت الفتاةُ حفيفَ أوراقِها , وتخيلت أنها تقول:
- (أنا أحبُ أمي الأرض َ, وأنا قصيدتُها الخالدة).
- 7 -
نظرتْ ليلى إلى فلاحٍ وجهُه أسمر. لفحتْه أشعةُ الشمس , سألته:
- ما الحبُ أيها المزارع الطيب؟
حمل في يده المعروقةِ حفنةَ تراب، ثم تركَها تنصبُّ من خلال أصابعِه ذراتٍ ذرات , أعادت ليلى السؤال, فأشار إلى قلبه وإلى سنابلِ القمح.
- 8 -
سقتْ ليلى شجيرةَ الياسمين وقالت:
- حدّثيني عن الحب.
سكتتْ شجيرةُ الياسمين، وتفتّحتْ أزهارُها الصغيرةُ كالنجوم , وعبقتْ أنفاسُها المعطرة.
شعرتْ ليلى بالغبطة , تفتّحَ قلبُها للحب , ومضتْ كعصفورة سعيدة.
- 9 -
أحبتْ ليلى أن تُهديَ أُمَها باقةَ زهرٍ جميلة , لكنها لم تكنْ تملك ثمنَها , تناولت ورقةً بيضاءَ , وعلبةَ تلوينٍ , رسمت على الورقة باقةَ أزهارٍ ساحرةِ الألوان. وكتبتْ تحتها (أحبك يا أحلى زهرة).
قدمتْ ليلى الورقةَ إلى أمها , وارتمتْ في أحضانها.

من مجموعة ذكريـات جبــل
منشورات وزارة الثقافة - مديرية منشورات الطفل
فـي الجمهورية العربية السورية - دمشق 2009


ليست هناك تعليقات: