لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الثلاثاء، 14 يونيو 2011

«الطفل الأخضر»: قصة شعرية للأطفال بقلم د.حسين علي محمد

«الطفل الأخضر»
د.حسين علي محمد

محمودٌ
طفلٌ أخضرْ
مات أبوهُ، وماتتْ أُمُّهْ
تركاهُ يتيماً وفقيراً
محمودٌ
يذهبُ للغابةِ كلَّ صباحْ
يقطعُ أخشاباً من شجرِ السَّرْوِ
ويذهبُ للسوقِ يبيعُ الأخشابْ
***
في يومٍ من أيامِ الصيفْ
حدَّث محمودٌ نفسَهْ
: "إنَّ الحرَّ شديدٌ
لنْ أذهبَ للسوقِ اليومْ
وسأغفو في الغابةِ بعضَ الوقتْ
***
وغفا محمود
***
كان النجارُ "سعيدٌ" قد سمعَ الناسْ
تتحدَّثُ عنْ محمودٍ وأمانتِهِ
قال: سأختبرُهْ!
وضعَ بجانبِهِ كيساً
مملوءاً بالذهبِ، وبالياقوتِ، وبالمرجانْ
***
لما استيقظَ محمودْ
وجدَ الكيسَ بجانبِهِ
وعلى طرَفٍ منهُ اسمُ "سعيدْ"
قال على الفوْر:
"سأُعيدُ الكيسَ إلى صاحبِهِ"
***
رجعَ الكيسُ إلى النجَّارْ
فرحَ كثيراً بأمانةِ "محمود"
قال:
أنت أمينٌ يا محمودْ
وسأُعطيك هديَّهْ
خُذْ هذا المبلغَ يا محمودْ"
رفض الطفلُ أنْ يأخذَ أجراً لأمانتِهِ
***
السُّلطانُ الطيِّبْ
رَمِدَتْ عيناهْ
اشتدَّ المرضُ فأعماهْ
***
قال طبيبُ السُّلطانْ:
"إنَّ دواءكَ يا موْلايْ
في زهرة "شجرِ القشدةِ"
في قمَّةِ "عبقرْ"
***
"عبقرُ" جبلٌ شاهقْ
وبعيدٌ جدا
والسلطانُ حزينْ
***
سمعَ القصَّةَ "محمودْ"
قالْ:
"سأُسافرُ، وسأَطلعُ قمةَ "عبقرْ"
سيُساعدُني اللهْ
وسأُحضرُ ما يطلبُهُ السلطانْ"
***
ومشى "محمودٌ" في أرضِ اللهْ
يسألُ منْ يلقاهْ
عنْ "عبقرْ"
***
-هذا "عبقرُ" جبلٌ عالٍ .. ساعدْني يا ربْ
***
صَعَدَ الجبلَ العالي
أبصرَ "شجرَ القشدةَ" يُثقِلُهُ الزَّهْرْ
***
عادَ سعيداً يحملُ باقةَ زهْر
من "شجرِ القشدةِ"
***
ذَهَبَ إلى قصرِ السُّلطانِ سعيداً
إذْ أحضَرَ للسلطانِ المحبوبِ دواءَ العيْنيْنْ
***
شُفيَ السلطانُ وقال لعائلتِهْ:
"محمودٌ ولدٌ طيبْ
وشجاعْ
بنتي "نرجسُ" معجبةٌ بهْ
سأُزوِّجها ـ لو يرغبُ ـ لهْ!"
***

ماتَ السلطانْ
أصبح "محمودٌ" سُلطاناُ بعده
إذْ بايَعَهُ الشعبُ مليكاً محبوباً
***
السُّلطانُ العادلُ "محمودْ"
يحكُمُ دولتَهُ بالقسطاسْ
ويُحبُّ الناسْ

ليست هناك تعليقات: