لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



السبت، 9 يوليو 2011

"حنين تكتب قصة.." قصة للأطفال بقلم جريس بصير

حنين تكتب قصة..
بقلم: جريس بصير

حنين طفلة ذكية تبلغ الثامنة من عمرها، تحب كتابة القصص، في يوم من الأيام خطر في بالها المشاركة بزاوية الأطفال في احدى المجلات، فطرحت الفكرة على أمها، فشجعتها على فكرتها الرائعة، فأخذت بكتابتها وسارعت بإرسالها بعد انتهائها دون أن تدققها لغويا.

انتظرت صدور العدد طيلة الأسبوع وعند تصفحها للمجلة لم تجد قصتها ،غضبت فاتصلت بهيئة التحرير في المجلة واستفسرت عن عدم نشرها .

اخبروها أن قصتها تحتوي على الكثير من الأخطاء اللغوية والنحوية وعليها تصحيحها لأنها غير قابله للنشر بهذه الصورة .

ذهبت إلى أمها وأخبرتها عن عدم نشر قصتها .

أعادت أمها الاتصال مع المجلة للتأكد حيث سمعت من رئيس التحرير ملاحظاته حول القصة وقد قال: أنها جميلة لكنها تحتوي على أخطاء لغوية ونحوية، وطلب من أم حنين أن تواظب حنين على القراءة من اجل تحسين كتابتها .

طلبت الأم إرجاع القصة الى عنوان البيت ليتم تصحيحها من الأخطاء ،وفعلاً وصلت القصة اليها وقامت حنين بمساعدة أمها بتصحيحها ثم أعادت ارسالها الى المجلة .

وكم كانت فرحة حنين كبيرة عندما تصفحت العدد الجديد من المجلة لتجد قصتها منشورة. شكرت حنين أمها ورئيس التحرير وقد تعلمت أن المطالعة الجادة تجعل الكتابة أفضل.

منذ ذلك الوقت أصبحت حنين تشارك في نشر قصصها، ولكن بعد أن تتأكد من عدم وجود أخطاء لغوية ونحوية فيها.

http://www.al-bayader.com/readarticle.aspx?articleid=4517

"ولا أقول: لو.. لو" قصيدة للأطفال بقلم عبده الزراع

ولا أقول: لو.. لو
عبده الزراع 

ــــــــــــــــــــــــــ
وبأقول هَوَ هَوَ
أنا كلب ولو
شافنى القطقوط
يجرى وف التو
* * * * * *
عمرى ما أحتار
وأنا ليل ونهار
واقف زنهار
بأحرس ف الدار
ولا أخاف م الجو
* * * * * *
صاحبى الغنام
يصحى وينام
وأنا عينى ما تنام
وبأقول : هَو هَوَ
* * * * * *
أنا قلبى حنون
ولا عمرى أخون
ولصاحبى لولو
ولا أقول لولو

السبت، 2 يوليو 2011

"لعبة الغولة" مسرحية للأطفال بقلم محمد حسن عبدالحافظ

لعبة الغولة
المسرحية الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي 2009/2010
(مسرحية للصغار والكبار)
محمد حسن عبدالحافظ
إلى روح صديقي المخرج المسرحي عبده طه
طيَّب الله ثراه

الشخصيات:

أ‌. الشخصيات البشرية

1. بنت 1

2. بنت 2

3. ولد 1

4. ولد 2

ب‌. شخصيات العرائس

1. الجازية (عروسة ماريونت، تقوم بدور راوية الحكاية، تتزيا بزي بدوي، شعرها منسابٌ إلى القدمين، ذات رقبة طويلة، مستوحاة من شخصية الجازية الهلالية في سيرة بني هلال، وتمثل في الذهنية الجمعيَّة نموذجًا فريدًا للمرأة العربية ذات البصيرة والقوة والحكمة والسياسة والتدبير والفن والجمال).

2. الثور الأبيض (خيال ظل).

3. الثور الأسود (خيال ظل).

4. الثعلب (خيال ظل).

5. الغولة (خيال ظل، ويتم تشكيل الغولة بملامح تُوحي بالتوحش وبهيئة مخيفة، دون أن تستند إلى ملامح ذكورية أو أنثوية).

خشبة العرض:

تنقسم خشبة العرض المسرحي إلى جزأين؛ الأول سفلي ذو خلفية سوداء لعرض أداء الراوية. والثاني شاشة علوية معدة لعرض عرائس خيال الظل، ويتم تشكيل الشاشة برسومات دالة على فضاء الغابة؛ أشجار وعشب أخضر.

(يدخل الأطفال الأربعة بأداء حركي للعبة شعبية، تُعرف بـ"لعبة أمنا الغولة"، ويبدأون في اللعب أمام خشبة العرض. يقف مجموعة الأطفال، ويمد كل طفل يده اليمنى لإجراء القرعة؛ لتحديد مَنْ منهم يقف في المنتصف:)

المجموعة: كيلو بامية.

(يخرج أحدهم من القرعة).

المجموعة: كيلو بامية.

(يخرج طفل آخر من القرعة، بينما يعود الطفل الذي خرج أولاً؛ ليساعد في حسم القرعة بين آخر طفلين).

المجموعة: مُسَاعَدَة.

يَتَحَلَّق الأطفال، ويقف من أوقعته القرعة في منتصف الحلقة مُغْمَضَْ العينين، ويدورون حوله، بينما يرددون:

المجموعة: أمنا الغولة، أمنا الغولة، بتعملي إيه؟

طفل: باسن سناني.

المجموعة: بتسني بإيه؟

طفل: بعتبة بيتكم.

المجموعة: علشان إيه؟

الطفل: علشان اكلكم.

المجموعة: تاكلي مين؟

طفل: واحد منكم.

المجموعة: هو مين؟ هو مين؟

(يقف الطفل الذي في المنتصف فاتحًا عينيه، بينما يتفرق الأطفال على الأركان، ويلاحقهم إلى أن يمسك بأحدهم، ليقوم بدور الغولة، وتعود اللعبة مجددًا. وبينما يتحلَّق الأطفال من جديد، يسمعون صوت الجازية يناديهم بحنو:)

الجازية (بصوت هامس؛ رقيق وحنون): أحبائي، أحبائي.

مجموعة الأطفال (متلفتين يمينًا ويسارًا): الجازية... الجازية.

بنت 2: أين أنتِ يا أمنا الحبيبة.

الجازية: أنا دومًا معكم أحبائي الصغار.

ولد 1: اشتقنا إليك وإلى حكاياكِ.

ولد 2: هل تروين لنا حكاية جديدة؟

الجازية: أجل... جئت لأروي لكم حكاية جديدة. لكن الحكايات ليست حكاياتي؛ الحكايات حكايات العِبَادْ، تجدونها في كل البلاد، يسمعها البنات والأولاد، يعقبها الرُّقاد بعد السُّهاد. فيها الحيوان والجماد. وفيها الخير والشرور، والحزن والسرور، والأفلاك تدور. نسمعها من الأمهات والجدات، وهي عادة أصيلة من العادات.

بنت 2: إذن اروِ لنا عن الجدود، حكايةً كاللؤلؤ المعقود، وأمتعينا في اليوم الموعود.

(يتحرك الأطفال بصيحات فرحة في طريقهم للجلوس بين جمهور العرض. تظلم القاعة، تنبعث أنغام موسيقا شعبية بآلة الرباب. تختفي الموسيقا تدريجيًّا. يضيء القسم السفلي تدريجيًّا. تظهر الجازية جالسة على أريكة عربية تقليدية).

الجازية: كانَ وكانَ وكانْ، في سالف العصرِ والأوانْ، وفي كل زمانٍ ومكانْ، ولا يحلو الكلامْ، إلا بذكر الأنبياء عليهم السلامْ.

الأطفال: عليهم السلام.

الجازية: كانت هناك غابة فسيحة، بسيطة ومريحة، فيها سهول وجبال، وتلال وبحيرات، تحوطها أشجار ونخيل من كل الجهات، مليئة بالخيرات والزروع، لا أحد يُفْقَر فيها أو يجوع، تنعم الحيوانات والطيور بالسلام والوئام، ويشتغلون بجدٍ ونظام.

كان الثور الأبيض والثور الأسود يعيشان في شرق الغابة، يستيقظان مبكرًا في همَّة وثَّابة، يطلبان الرزق بالسعي، نشيطان في الفلاحة والرعي...

وفي يوم من الأيام، بعد انتهائهما من جميع الأعمال، عاد الثوران إلى بيتهما، فَرِحَانِ مبسوطان بيومِهِمَا، وكان الثعلب يراقبهما من بعيدْ، غارقًا في حقدٍ شديدْ، ومكرٍ ووعيدْ، إذ يرى الثورين السمينين، صديقين قويين، لم يميز بينهما بياضٌ أو سوادْ، أو يداخلهما بطشٌ واستبدادْ. لا يُفرِّقُهما طمعٌ أو مأربْ، ولا يفصلُ بينهما مشرقٌ أو مغربْ...

(تصمت الجازية. إظلام للجزء السفلي. تضيء شاشة خيال الظل العلوية بالتدريج، مع تدرج انبعاث موسيقا هادئة يتخللها أصوات الطيور، ويظهر الثوران الأبيض والأسود).

الثور الأبيض (يغني):

أنا الثور المُنِيْرْ

ذو اللونِ الأبيض

أَمْرَحُ في الغَدِيْرْ

كالطفلِ الأَمْرَدْ

(فاصل موسيقي).

الثور الأسود (يغني):

أنا الثور المَقْرُونْ

ذو اللونِ الأسْوَدْ

أرمح كالمجنونْ

وكالخيلِ الأَجْوَدْ

(فاصل موسيقي).

الثعلب: طَابَ مَسَاؤكُمَا صَدَيقيَّ العزيزين.

الثوران: وعِمْتَ مَسَاءً صديقنَا الثعلب.

الثعلب: كيف كان يومُكُمَا؟ قُصَّا عليَّ نبأِكُمَا، فأنا صَدِيْقُكُمَا، أُحِبُكُمَا وَأَتَعَلَّمُ مِنْكُمَا.

الثور الأسود: مثل كل يوم أيها الثعلب، استيقظنا في الصباح الباكر مع شروق الشمس، وخرجنا سويًا للرياضة والرمح عند البئر، ثم عزمنا على بذل الجهد لإتمام أعمالنا، حيث أجلب الماء والكلأ الذي يكفينا، بينما يجمع صديقي الثور الأبيض ضوء الشمس؛ لنستضيء به في رحلة المساء، ثم عدنا مع غروب الشمس؛ رقصنا، وغنينا، وصافحنا جيراننا وأصدقاءنا، ووزعنا عليهم بعض الهدايا.

الثعلب: ما أروع تعاونكما، فأنت أيها الثور الأسود متين البنية، كبير القرنين، وتستطيع حمل الأثقال. أما أنت أيها الثور الأبيض، فإنك حاد البصر، تلمع عيونك في الليل، فتضيء الطريق المظلمة. كم أنا سعيد أني أعيش في ظلكما، ولا أنسى فضلكما، عندما أسعفتماني يوم مرضت.

الثور الأبيض: شكرًا شكرًا أيها الثعلب.

الثور الأسود: تفضل معنا على العشاء يا ثعلب، لكنك لا تأكل العشب الأخضر مثلنا، فأنت تترقب فرائس الأسود والنمور في غرب الغابة؛ لكي تلتهم بقاياها بعيدًا عن أعينها... ها ها ها ها.

الثوران: إلى اللقاء يا ثعلب، انتبه لنفسك.

(يختفي الثوران، ويبدأ الثعلب في حديث إلى نفسه).

الثعلب (بصوت دال على المكر): ممممم، هذان الثوران خطيران، لا أحد يستطع أن يُوقِع بهما، أو يُوقِع بينهما. لا بد من طريقة كي أقضي عليهما، وأستولي على خيرات شرق الغابة، لكن كيف أفعل ذلك؟ كيف؟ كيف؟ مممم، لا بد من حيلة، مممم، لا بد من مكيدة، ماذا تفعل يا ثعلب؟ ماذا تفعل يا ثعلوب؟ ماذا تفعل يا أبا الثعالب؟ مممم... ها... وجدتها... وجدتها... وجدتها.

(إظلام، ويضييء القسم السفلي).

ولد 1: يا ربي، أهكذا يفكر الثعلب في شأن صديقيه بعد أن أنقذاه من المرض؟!

الجازية: أجل يا صغيرتي، فالغدر من طبائع الثعلب الماكر، والغدَّار ينكر معروف أصدقائه.

ولد 2: وما الحيلة التي سيدبرها يا أمنا الجازية؟

الجازية: ذهب الثعلب إلى الوحش الذي يطلقون عليه اسم "الغولة".

بنت 1 (بدهشة وتساؤل): الغولة؟!

الجازية: أجل، الغولة.

ولد 1: مَنْ تكون الغولة يا جازية؟

بنت 2: صِفِيْهَا لنا يا أمنا.

لا أحد يا أحبائي يعرف شكلها أو لونها، يقول البعض أنها سمينة، والبعض الآخر يَدَّعِي أنها نحيفة. وهناك من يقول أن عينيها حمراوان، وثمة من يقول أنهما خضراوان. أناس يقولون أن رجليها طويلتان، وأناس يقولون أنها بلا قدمين، ويذكر البعض أن وجهها المخيف بلا شعر، والبعض الآخر يؤكد أن شعرها الأجعد بلا وجه. لكن المؤكد أن الغولة تعيش في أقصى غرب الغابة، وأنها لا تظهر إلا ليلاً، ولا تفترس إلا كل من يمشي وحده، أو يستغني عن الآخرين، دون أن يكون له خلٌ وفيّ، أو صديقٌ صدوقْ، أو أخٌ شقيق.

ولد 2: وكيف ذهب الثعلب إلى الغولة بمفرده؟! ألم يخشَ أن تفترسه؟!

الجازية: كان الثعلب يحمل حيلة تحقق هدفه، وتنقذه من براثن الغولة المتوحشة.

بنت 1: وكيف كانت مكيدته يا أمنا الجازية؟

الجازية: فلنعد إلى الأحداث في الغابة، حيث ذهب الثعلب الماكر إلى الغولة في أقصى غرب الغابة، ودار بينهما ما دار من مكائد الأشرار...

(إظلام للجزء السفلي. تنبعث موسيقا تبعث على الترقب والرهبة. تضيء شاشة خيال الظل إضاءة خافتة، ويظهر الثعلب أولاً من الناحية اليسرى).

الثعلب (مترددًا وخائفًا): ها أنا الآن في غرب الغابة... لا بد أن الغولة تختبئ بين الأشجار، فشعرها في الليل يختلط بالأغصان، بحيث لا ينتبه إليها أحد. لا بد أن أعرض عليها حيلتي، قبل أن تهم بقتلي وافتراسي... تُرى أين هي؟ أين هي؟ يا أمنا الغولة... يا أمنا الغولة... يا أمنا الغولة...

(تظهر الغولة من الجانب الأيمن، تبدو مخيفة، ويبعث صوتها على الرعب).

الغولة: كيف تجرؤ على السير وحيدًا في غرب الغابة يا ثعلب؟ ها قد جئت لقضائك وقدرك يا حبيبي... ههههه (القهقهة بصورة هستيرية، تواكبها حركات الثعلب الدالة على الرعب الشديد، وتبعث على ضحك المتفرجين)، سأمزقك وألتهمك التهامًا... ههههه (القهقهة بصورة هستيرية، مع حركات الثعلب نفسها).

الثعلب (مرتعدًا): انتظري يا غولة، فأنا واحد من خُدَّامِك ومَحَاسِيْبِكْ، كباقي الثعالب، وكل الضباع، وأنتِ أمنا وزعيمتنا، لقد أتيت إليكِ بعرضٍ سخيّ.

الغولة: عرض سخيّ! هل هو أسخى من وجودك الآن في قبضتي أيها الثعلب الغبيِّ... ههههه (القهقهة بصورة هستيرية، مع حركات الثعلب نفسها)؟

الثعلب: أجل يا غولة، (صوت دال على المكر والإغراء:) لدي عرضٌ سمينٌ وشهيٌّ.

الغولة: أَسَلْتَ لُعَابِي يا ثعلب، انطق... تكلم... هيَّا.

الثعلب: هناك في شرق الغابة يعيش ثوران متخمان بلحمٍ لذيذ، يروق لكِ يا أم الوحوش.

الغولة (بنبرة دهشة): أم الوحوش! أنا أم الوحوش!...

(تكرر الغولة جملة بافتخار: أنا أم الوحوش، وتتراقص، ويقلد الثعلب ما تفعله، ثم تعود الغولة فجأة إلى حالة الغضب)

الغولة: هل يعيشان سويًّا أيها ثعلب؟

الثعلب (مرتعدًا): أجل.

الغولة (بنبرة هادئة): ولا يفترقان؟

الثعلب (بهدوء مماثل): أجل.

الغولة (بنبرة هادئة): ولا يغيبان عن بعضهما لحظة؟

الثعلب (بهدوء مماثل): أجل.

الغولة (بغضب وعنف): هل أنت مجنون يا ثعلب؟ كيف آكلهما يا غبيِّ؟ لو هاجمت أحدهما حتمًا سيتحدان لمهاجمتي، (صوت نحيب وعويل:) وليس بعيدًا أن يقتلاني وينهيان حياتي. (صوت دال على الغضب:) تبًا لك، لا بد أنها حيلة من حيلك لكي تتخلص مني أيها الثعلب المكَّار... (قهقهة هستيرية:) ههههه، سأمزقك إربًا إربًا...

الثعلب (مرتعبًا): لا يا أمنا الغولة، لا... لا... اسمعيني، بل لدي حيلة للتفريق بين الثور الأبيض والثور الأسود. وعندها تستطيعين التهامهما الواحد تلو الآخر.

الغولة: مممم، وما حيلتك يا ثعلب... هيَّا أجبني.

(إظلام شاشة خيال الظل. تضيء الشاشة السفلية، وتعود الجازية لاستكمال روايتها).

ولد 2: لم نعرف بعدُ حيلة الثعلب للتفريق بين رفيقين، هل سينجح الثعلب يا أمنا الجازية؟

الجازية: الخبثاء يستطيعون التفريق بين الرفقاء؛ لأن الخبثاء يعتمدون على لحظات الضعف لدى الرفقاء، ويقدمون أسبابًا مقنعة يحققون بها أهدافهم الخبيثة للتفريق بين أخوين، وبين زوجين، وبين صديقين، وبين رفيقين. ولذلك تقول الحكمة: "فَرِّقْ تَسُدْ"؛ أي إذا نجح أحد في التفريق بيننا، وزرع الفتنة والعداوة، فسيكون من السهل عليه أن يسيطر علينا، ويقرر مصيرنا.

بنت 1: احكِ لنا يا أمنا، كيف فرق الثعلب بين الثورين...؟

الجازية: فلنتدبر يا أحبائي ما قاله الثعلب للثور الأسود.

(إظلام، وتضيء شاشة خيال الظل على الثعلب).

الثعلب: ممممم، سأختبئ خلف البئر، وأنتظر الثور الأسود عندما يأتي لحمل الماء، وسأهمس له من خلف البئر حتى لا يسمعني الثور الأبيض أو يراني.

(يختفي الثعلب، ويظهر الثوران من الناحية اليمنى).

الثور الأسود: صباح الخير يا صديقي الثور الأبيض.

الثور الأبيض: صباح الخير يا صديقي الثور الأسود.

الثور الأسود: هيا نبدأ يومَنَا بالتَّرََيُّض والجري حول البئر.

الثور الأبيض: أجل، ثم تحضر لنا الماء من البئر، وأذهب أنا لأجمع خيوط الشمس.

الثور الأسود: أجل أجل، لتنيرَ لي الطريق في الظلام أيها الثور الأبيض كالضياء.

(يبتعد الثور الأبيض حتى يختفي عن الأنظار، ويبدو الثعلب مختبئًا، ثم يقترب من الثور الأسود بحذر، متحدثًا إليه بصوت خفيض).

الثعلب (يتنحح): إحم إحم.

الثور الأسود: مَنْ؟ الثعلب؟

الثعلب (بصوت هامس): أجل... أجل، أنا الثعلب.

الثور الأسود: وماذا تفعل هنا؟

الثعلب: لا أدري كيف أحكي لك ما أثار قلقي عليك، وعلى صديقنا الثور الأبيض.

الثور الأسود (بدهشة وتساؤل): أنا والثور الأبيض؟!

الثعلب: أجل يا عزيزي، فقد أبلغني الغراب في غرب الغابة أن الغولة قررت أن تفترسك وتلتهمك الليلة، لأنك سمين وشهي. وعندما سألتُ الغراب كيف سترى الغولة الثور الأسود وهي لا ترى في الظلام؟ أجابني بأن ضوءَ الثور الأبيض كفيلٌ بأن يرشد الغولة إليك، فجئت مسرعًا لأبلغك بنيَّة الغولة، وأحذرك من تخطيطها لافتراسك يا صديقي.

الثور الأسود: وبماذا تنصحني يا صديقي الثعلب؟

الثعلب: أنصحك بأن تبتعد عن الثور الأبيض؛ لأن ضوء عينيه يدل على مكانك في ظلام الليل. وهو بذلك يساعد الغولة على أن تراك وتفترسك. وعندما تفترس الغولة الثور الأبيض، فإن الضوء سيختفي، ولن تستطيع الغولة أن تراك في الظلام أبدًا.

الثور الأسود (بحزن واستغراب): ولكن... كيف أُضَحِّي بصديقي ورفيق دربي؟!

الثعلب: أيها الثور العظيم ذو القرنين الكبيرين، إنك في الحقيقة تنجو بنفسك يا عزيزي. وعليك أن تعلم أن لا ذنب لك في الضوء الذي يشع من عيني الثور الأبيض. كما أن صديقنا الثور الأبيض لن ينجوَ من أنياب الغولة إذا افترستك ومزقتك بأنيابها الطويلة الحادة، فهي ستراه بالتأكيد مضيئًا في الظلام، وتفترسه من بعدك. أما إذا تركت الثور الأبيض لمصيره أولاً، فإن الغولة لن تستطيع رؤيَتك، وستظل تنعم بالحياة دون خوفٍ أو تهديد.

الثور الأسود: ممممم، كلامك معقول يا صديقي، ممممم... لكن ما حيلتك في الهرب يا ثعلب؟

الثعلب: عليك أن تترك الثور الأبيض يسير أمامك كالعادة، ثم تختبئ أنت، وتتركه يسير وحيدًا، وتنجو بنفسك من أنياب الغولة المتوحشة. كم أنا حزين على مصير صديقنا الثور الأبيض، لكن عزائي أنك ستنجو من أنياب الغولة.

الثور الأسود: وماذا لو لم تأتِ الغولة، وعاد صديقي سالمًا، ماذا أقول له؟

الثعلب (مترددًا): قل له... قل له... قل له إنك فقدتَ أثره، فضللتَ الطريق.

الثور الأسود: أحسنتَ يا ثعلب، لن أنسى لك هذا المعروف.

الثعلب: عفوًا يا صديقي الثور الأسود القوي... سأذهب الآن قبل أن يلمحنا صديقنا الأبيض.

(يختفي الثعلب، ويتحدث الثور الأسود إلى نفسه)

الثور الأسود: مسكين رفيقي الثور الأبيض، مضطر أن أتركه للغولة؛ لأنه صار خطرًا على حياتي. لو أنه كان يتمتع مثلي باللون الأسود، لظلَّ في مأمنٍ من الغولة، لكن لونه أبيض للأسف، هذا قدره، وعليَّ أن أُقَرِّرَ مصيري بالانفصال عنه إلى الأبد، لكي أعيش.

(إظلام. ويضيء القسم السفلي، ويعود الحوار بين الجازية والأطفال).

الجازية: وهكذا، أقنع الثعلب الثور الأسود بأن يترك الثور الأبيض يسير وحيدًا في الليل؛ لتلتهمه الغولة، ويتخلص من خطره عليه، فينجو بنفسه من فتك الغولة المتوحشة.

ولد 2: أمنا الحبيبة.

الجازية: نعم بُنَيَّ الحبيب.

ولد 2: عندي سؤال.

الجازية: تفضل بسؤالك، إني إليك صاغيةٌ منصتة.

ولد 2: لماذا لم يفكر الثور الأسود في أن وراء الثعلب حيلة ومكيدة؟ وكيف يضحِّي برفيقه بهذه السهولة؟

الجازية: لأن الخوف يَعْمِي البصيرة يا بُنَيّ، وقد استطاع الثعلب أن يزرع الخوف في قلب الثور الأسود. ولذلك، لم ينتبه إلى عواقب ما يفعله، فقد نسي من فرط خوفه أن الغولة لا تستطيع هزيمة اثنين مُتَّحِدَيْن، كما أنه لم ينتبه إلى أن التضحية برفيقه الثور الأبيض لن تنجيه من براثن الغولة، لأنه في النهاية سيصير وحيدًا.

بنت 2: وماذا حدث بعد ذلك يا أمي؟

الجازية: بُنَيَّتِي، لقد أذعن الثور الأسود لنُصْحِ الثعلب، ونفذ تخطيطه بإتقان، حيث سار خلف صديقه الثور الأبيض في طريق عودتهما. وفي غفلة منه، تركه يمشي وحده، بينما كان الثور الأبيض مطمئنًا إلى وجود صديقه من الخلف. وبعدما اتسعت المسافة بينهما، فاجأت الغولة الثور الأبيض، والتهمته في ليلة حالكة.

مجموعة الأطفال (أصوات متداخلة): يا إلهي... يا إلهي.

بنت 1: مسكين الثور الأبيض.

ولد 1: وهل انتهى الأمر عند هذا الحد؟

الجازية: لا بالطبع؛ فالثعلب لم يحصل على بُغْيَتِه ومُرَادِه، ولذلك ذهب إلى الغولة، وأبلغها أن الثور الأسود صار وحيدًا في بيته، وأنها لا تحتاج إلى دليلٍ يهدي إلى مكانه.

بعد مرور أيام وأيام، وكان الثور الأسود قد اطمأن إلى سلامته من الخطر، وبدا له أنه صار مَلِكًا على شرق الغابة، ينعم بخيراتها دون شريك. وفي ليلة مقمرة، أفزعته المفاجأة...

(إظلام؛ وتضيء شاشة خيال الظل على الثور الأسود عائدًا إلى داره يغني).

الثور الأسود:

يا طيورَ الغابة

هلِّلُوا هلِّلُوا

في همَّة وثَّابة

هلِّلُوا هلِّلُوا

لثورِ الثيرانِ

هلِّلُوا هلِّلُوا

قبِّلُوا أعتابي

هلِّلُوا هلِّلُوا

واطلبوا ودادي

هلِّلُوا هلِّلُوا

مَجِّدُوا شموخي

هلِّلُوا هلِّلُوا

وحَيُّوا أجدادي

هلِّلُوا هلِّلُوا

فقد عاشوا قرونًا

هلِّلُوا هلِّلُوا

كقرونِ الثيرانِ

هلِّلُوا هلِّلُوا

هلِّلُوا هلِّلُوا

(بينما يدندن الثور الأسود، تظهر الغولة من الجانب الأيمن على نحو مخيف).

الثور الأسود: مَنْ؟ مَنْ؟

الغولة: انظر جيدًا أيها الثور الأسود السمين.

الثور الأسود (باندهاش): مَنْ؟ الغولة؟!

الغولة: أجل، أنا الغولة، أنا الغولة ههههه (قهقهة عالية ومُطَوَّلة).

الثور الأسود: كيف عَرَفْتِ طريقي؟

الغولة: لقد صدقت خدعة الثعلب أيها الثور الغبيِّ؟ ونسيتَ أن تُغَيِّرَ موقع دارِك، أليست دارُك دليلاً عليك، أكثرَ من ضوءِ رفيقِك الثور الأبيض؟

الثور الأسود (بخوف وترقب): ماذا تقصدين؟ ألم أتركه فريسة لكِ؛ كي تبتعدي عني؟

الغولة: أجل، هذا ما كنت أريده، أن تصير وحيدًا بلا رفيق، الآن أمسيتَ الآن صيدًا سهلاً... ههههه (تقهقه الغولة).

الثور الأسود (بحزنٍ شديد، تصاحبه موسيقى ملائمة):

يا إلهي، لقد اقترفت إثمًا عظيمًا في حقِّ الثور الأبيض، كان رفيقَ دربي وضوءَ طريقي، وكان ملاذي ونصيري. قتلت نفسي عندما تركته وحيدًا، وخُنْتُ نفسي عندما خُنْتُه. صدقتُ الثعلب، ففسد عقلي وقلبي وضميري. تبًّا لجُبْنِي، تبًّا لخيانتي. كُلِيْنِي أيتها الغولة، فإني مأكولٌ قبل أن تأكليني، وما أُكلتُ إلا يوم أُكِلَ الثور الأبيض، لقد أُكلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض...

أُكلتُ .. يوم أُكِلَ الثور الأبيض

(تهجم الغولة على الثور الأسود، وتُظلم شاشة خيال الظل، ويضيء القسم السفلي، وتعود الجازية لاستكمال حكايتها).

مجموعة الأطفال (بنبرة تساؤل ودهشة): أُكلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض؟!

الجازية: أجل، أُكلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض؛ تلك هي الحكمة التي نقشها الناس على جذوع الأشجار، وتناقلتها الحكايات والروايات والأمثال.

ولد 1: نهاية مؤسفة لشرق الغابة؟

الجازية: أحبائي، لم تكن هذه الأحداث نهاية النهاية، فبعد كل نهاية بدايةٌ جديدة، لقد دارت الأيام، وظهرت مجموعة من الثيران الصغار، سمعوا قصة الثورين مع الثعلب والغولة، وفهموا معناها ومغزاها، وتعلموا كيف يعيشون متَّحدين، بلا تمييز بين ثورٍ أسود وثورٍ أبيض، وبين ثورٍ صغير وثورٍ كبير، وبين ثيران تقطن في شرق الغابة، وثيران تسكن في غربها، وبين ثيران تولد في شمالها، وثيران تولد في جنوبها. وهكذا، لم تدم سيطرة الثعلب والغولة على الغابة طويلاً، بل انتصرت ثورة الثيران الصغار على مكائد كل الثعالب، وعلى وحشية كل الغيلان، وعاشت الغابة في محبةٍ وسلام، أجيالاً بعد أجيالٍ بعد أجيالْ.

وتوتة توتة خلصت الحدوتة، حلوة ولا مَلْتُوْتَة؟

الأطفال: حلوة يا جازية... هيييييييييييييييييه.

(تختفي الجازية، وتضيئ صالة العرض، ويتجمع الأطفال، ويعودون للعب بمصاحبة موسيقيّ شعبيّة راقصة).

المجموعة: أمنا الغولة، أمنا الغولة، بتعملي إيه؟

طفل: باسن سناني.

المجموعة: بتسني بإيه؟

طفل: بعتبة بيتكم.

المجموعة: علشان إيه؟

الطفل: علشان اكلكم.

المجموعة: تاكلي مين؟

طفل: واحد منكم.

المجموعة: هو مين؟ هو مين؟

(يتفرق الأطفال، صائحين: هيييييييه)