لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الخميس، 27 أكتوبر 2011

"فكرة مدهشة " قصة للأطفال بقلم: محمود أبو فروة الرجبي

فكرة مدهشة
 محمود أبو فروة الرجبي
كَانَتْ وفاء تلعب حِينَمَا لمحت فهمي حارس العمارة قَادماً مِن البقالة، وَيَحْمِلُ بيده كيسا صغيراً، فِيهِ خُبْزاً وجبنة. قَالَتْ وفاء للحارس:
-دائماً أراك تشتري خُبْزاً وجبنة.. الا تأكل شيئاً آخر؟
شعر الحارس بالخجل، وَقَالَ:
-آكل أشياء أخْرَى، والحمد لله.
لَمْ تنتبه وفاء للحزن الَّذِي ارتسم عَلَى وجه فهمي، بل واصلت لعبها، وَحِينَمَا عادت إلى البيت للغداء، قَالَتْ لامها:
-كل يوم لحم أوْ سمك أوْ دجاج، اصبحنا مثل فهمي.
قَالَتْ الأم باستغراب:
-وَمَاذَا يأكل فهمي؟
-كل يوم خبز وجبنة.
لَمْ تعلق الأم عَلَى ذَلِكَ، وَفِي اليوم التالي، وَبَيْنَمَا كَانَتْ وفاء تلعب بِالقُرْبِ مِن غرفة الحارس فهمي، سمعته يقول لشقيقه:
-تفضل.. الغداء جاهز.
قَالَ شقيقه بتأفف:
-كل يوم الطعام نفسه .. مللت.. لِمَاذَا لا نأكل لحما أوْ دَجاجاً أوْ حتى سمكا.
قَالَ فهمي بحزن:
-راتبنا قليل ولا نستطيع شراء هَذِهِ الأشياء الغالية.. كل وقل الحمد لله الَّذِي رزقنا هَذَا الطعام.
شعرت وفاء بالحزن بالشديد فِي البداية ثمَّ بالغضب، وَعَلَى الفور استدعت كل البنات والأولاد فِي العمارة إلى اجتماع طارئ، ووقفت تخطب فيهم وَقَالَتْ:
-حارسنا المسكين لا يأكل الا نَوْعَاً واحدا مِن الطعام، وَنَحْنُ نأكل كل يوم اشهى الطعام فماذا نفعل؟
قَالَتْ ميساء:
-وَمَاذَا يُمْكِنُ ان نفعل لَهُ .. نَحْنُ مجرد أطفال.
وقالت صفاء:
-المهم اننا نأكل جيداً ، ولا يهمنا الحارس.
قَالَ عصام:
-صحيح الحارس ليْسَ قَرِيباً لَنَا فلماذا نهتم بِهِ؟
قَالَتْ وفاء بِغَضَبٍ:
-أنانية… هَذِهِ أنانية.. انه يحرس عمارتنا، ويساعدنا فِي كل شَيء، إذا هُوَ واحد مِن عائلتنا وَيَجِبُ ان نعمل عَلَى إسعاده.. هيا فكروا معي.
بَعْدَ طول نقاش، خطرت عَلَى بال ميساء فكرة فَقَالَتْ:
-مَا رأيكم ان نعطيه كل يوم مِن طعامنا؟
وَقَالَ عصام:
-الطعام عندنا يزيد كل يوم وأمي ترميه فِي القمامة.
قَالَ وفاء:
-هَذَا حرام.. طعام يرمى فِي القمامة، بَيْنَمَا الحارس لا يَجِدْ طَعاماً جيداً يأكله.
خِلال أقل مِن دقيقة كَانَ كل طفل يجلس مَع أمه ويخبرها عَنْ الفكرة الجديدة.. يَجِبُ اطعام الحارس مِن طعام كل العائلات وكل يوم .
رحبت الأمهات بهذه الفكرة الرائعة، بل ان أم وفاء قَالَتْ:
-غريبة.. كَيْفَ لَمْ أفكر بِهَذَا العمل الَّذِي فِيهِ أجر كبير مِن الله -سبحانه وتعالى- وَفِي الوقت نفسه نَحْنُ لن نخسر شيئاً إذا أعطيناه بعضاً مِن طعامنا.
الجميع قاموا بتطبيق هَذِهِ الفكرة، وشعروا بالسعادة الكبيرة لأنهم شعروا انهم يساعدون الآخرين، بل ان الحارس شعر انه جزء مِن هَذِهِ العائلات، فصار يعمل أكثر وأكثر، وأكثر.
أما وفاء والأطفال الآخرون، فراحوا يتحدثون مَع أطفال العمارات الأخرى لتنفيذ هَذِهِ الفكرة.. فهل تستطيعون أنتم إقناع أهلكم بهذه الفكرة إذا كَانَ عندكم حارس فِي العمارة؟

ليست هناك تعليقات: