لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 17 فبراير 2012

"النجمة الحكيمة" قصة للأطفال بقلم: أسماء عبد المحسن

النجمة الحكيمة
أسماء عبد المحسن
راحت الدموع تسيل علي خدي النجمة الصغيرة،وهي تردد:
أنا نجمة ضئيلة الحجم،صغيرة الملمح،لا تكاد عين تراني،مثل النجوم الكبيرة اللامعة،التي ينظر إليها البشر بإعجاب وتقدير!
وبينما كانت تتجول في انحاء السماء،التقت بنجمة صغيرة سعيدة،تغني وعلي شفتيها ابتسامة مشرقة،فسألتها في ضيق:كيف لنجمة صغيرة مثلك تغني وتفرح إلي هذا الحد؟
فما كان من النجمة الصغيرة سوي أن تضحك وتقول:لأني نجمة صغيرة ولست كبيرة وحيدة،تجيبها متسائلة في ضيق أكثر:كيف وجميع البشر لا يتوجهون بأنظارهم سوي للنجوم الكبيرة،فجذبتها النجمة السعيدة من يديها قائلة:تعالي أريكِ ما سبب سعادتي،فأنا لست كبيرة لامعة مثل الشهاب والطارق كما ترددين،حيث وجدتا نجمة كبيرة تتألق،تبكي في مرارة.
فسألتها النجمة الساخطة:
لِم تبكين وأنت نجمة كبيرة؟
أسمع البشر يدعون الكبيرة منكم وبالنجم المتألق؟
فتجيبها في سخرية حزينة:
قد أكون نجمة لامعة،وموضع إعجاب من الجميع،ولكن ما فائدة ذلك،وأنا وحيدة،فالنجوم الكبيرة،لا تلتقي في مكان واحد أبدا،فضلا عن الغيرة من بعضنا البعض،وكل من يقترب مني،يشعر بضآلة حجمه،فيذهب ويتركني وحيدة،ليتني كنت نجمة صغيرة مثلك.
فضحكت النجمة الساخطة،قائلة:
ما أعجبنا نحن المخلوقات،لا يعجبنا شيء!
فراحت النجمة السعيدة،تريها مجموعة نجوم صغيرة تتلألأ في قلب السماء،علي أشكال حيوانات وطيور مختلفة،يتابعونها البشر،ويدعونها بالأبراج،بل ولكل برج اسمه وصفاته المختلفة،فشعرت النجمة الساخطة أخيرًا بالسعادة،وقالت:كم كنت مخطئة حينما اعتقدت أني بلا قيمة،وراحت تساعدها النجمة السعيدة في الانضمام إلي برج من أبراج السماء،وطارت من السعادة وهي تري وتسمع مدح البشر لهم وبينما تهم بشكر النجمة السعيدة علي ما فعلته معها،لم تجدها بجوارها وراحت تسأل عنها في كل مكان.. أن ما هي إلا النجمة الحكيمة التي تنير عقول النجوم وتهديهم إلي النور وها هي أنهت مهمتها معها لتقوم بنفس المهمة مع نجوم أخري في مملكة جديدة،من ممالك السماء العظيمة،لتضحك النجمة بصوت رقيق وتقول:
إلي اللقاء أيتها النجمة الحكيمة.

ليست هناك تعليقات: