لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الثلاثاء، 31 يوليو 2012

"الغربان السبعة" حكاية شعبية مترجمة للأطفال بقلم:الأخوين جريم ترجمة: محمد عبدالحي

الغربان السبعة 

الأخوان جريم 

 ترجمة: محمد عبدالحي

في سالف الزمان عاش رجل عنده سبعة من الأولاد ، و كانت أمنيته الوحيدة في الحياة هي أن يرزقه الله ولو بنتا واحدة ، لكن ذلك لم يحدث .. حتى جاءته زوجته ذات يوم ، و بشرته بقدوم طفل جديد . و عندما وضعت الزوجة مولودها كانت بنتا ، فكانت فرحة الرجل بها عظيمة . لكن الطفلة كانت في غاية الشحوب ، و غاية الصغر ؛ فرأى الأب أن يعمدها1 في المنزل لضعفها الشديد فبعث بأحد أولاده ليجلب بسرعة بعض الماء من البئر القريب من أجل العماد فرافقه باقي أخوته ، و بينما هم يتسابقون من يجلب الماء و يعود به أولا .. سقط الدلو منهم داخل البئر و لم يستطيعوا استخراجه ، فوقفوا حائرين ، ولم يجرؤ أي منهم على العودة للمنزل بدون الماء .
عندما تأخر الصبية ، أخذ الأب يفقد صبره شيئا فشيئا ، و يقول :
- هؤلاء الملاعين .. لابد أنهم انشغلوا باللعب ونسوا امر الماء
وبمرور الوقت أخذ قلق الأب يزداد من ان تموت طفلته الصغيرة دون أن تعمد , حتى وصل إلى قمة الغضب فصاح :
- لكم اتمنى ان يتحول هؤلاء الأشقياء إلى غربان
ولم يكد الأب يتم كلماته حتى سمع حفيف اجنحة فى الهواء فوقه , وعندما رفع رأسه كان سبعة من الغربان فى سواد الفحم يحلقون إلى بعيد.
ظل الأبوان يحاولان مرارا إبطال تلك اللعنة فلم يستطيعا , لكن وبرغم حزنهما الشديد لفقد أولادهما السبعة بهذه الطريقة المحزنة , فقد وجدا بعض العزاء فى تلك البنت الصغيرة التى سريعا ما نمت واشتد عودها وأخذ جمالها يزداد يوما بعد يوم . ولوقت طويل ..عاشت الصغيرة لا تعلم شيئا عن اخوتها السبعة الذين كانوا لها ذات يوم حيث كان أبواها يخفيان الأمر عنها جيدا , حتى جاء يوم سمعت فيه بعض الأشخاص يتهامسون عنها ، و يقولون :
- هى بالطبع فتاة جميلة , لكن إن كان هناك من يتحمل اللوم على ماحدث لإخوتها السبعة فيجب ان تكون هى!
فاضطربت الفتاة , واسرعت إلى والديها لتسألهما إن كان لها حقا سبعة من الأخوة, وماذا حدث لهم ؟! .. عندها لم يستطع الأبوان كتمان الإمر , فأخبراها بما حدث , وقالا أن ما أصاب إخوتها كان إرادة الله , وأن مولدها لم يكن إلا سببا بريئا ليتم القدر , ومع ذلك أخذ الأمر يثقل قلب الفتاة يوما بعد يوم حتى قررت أنها يجب أن تنقذ إخوتها , وهكذا لم تعرف طعم الراحة حتى تسللت خفية , وانطلقت إلى العالم الكبير باحثة عن إخوتها لتحررهم من تلك اللعنة مهما كلفها الإمر. لم تأخذ معها إلا خاتم صغير لوالديها كتذكار ، و كسرة خبز لتقيها الجوع ، و جرعة ماء لتقيا العطش ، و كرسي صغير من أجل تعب الطريق . من هنا أخذت الفتاة الصغيرة تسير و تسير بلا توقف ، و بعيدا بعيدا حتى وصلت إلى آخر العالم ، فتابعت إلى الشمس ، لكنها كانت حارة جدا ، و مخيفة ، و شهيتها مفتوحة للأطفال الصغار .. فهربت الفتاة سريعا إلى القمر الذي كان هو الآخر في غاية البرودة ، و كذلك مرعب ، و شرير جدا ، و عندما لمح الفتاة الصغيرة قال :
- أنا أشـُم ... أنا أشـُم رائحة لحم إنسان !
و هكذا انطلقت الفتاة سريعا و لجأت إلى النجوم التي كانت حنونة و طيبة معها ، و كل نجمة كانت قد جلست على مقعدها الخاص ، لكن نجمة الصباح قامت ، و أهدت الفتاة الصغيرة ساق دجاجة ، و قالت :
- بدون ساق الدجاجة تلك لن تستطيعي فتح بوابة الجبل الزجاجي .. و في الجبل الزجاجي يسكن أخوتك
أخذت الفتاة ساق الدجاجة ولفتها جيدا في قطعة من القماش ، وانطلقت مرة أخرى في طريقها حتى وصلت إلى الجبل الزجاجي ، و عندما وجدت الباب مغلقا أرادت أن تخرج ساق الدجاجة لتفتحه ، لكن ما أن حلّت الفتاة قطعة القماش حتى و جدتها خالية و قد فقدت هدية النجمة الطيبة . ماذا ستفعل الآن ؟ .. لقد كانت تتمنى أن تنقذ أخوتها ، و الآن لم يعد لديها مفتاح للجبل الزجاجي . الأخت الطيبة فكرت قليلا ، ثم أخرجت سكينا و قامت بقطع أصبع من أصابعها الصغيرة ، و وضعته في القفل ، و نجحت أخيرا في فتح باب الجبل الزجاجي .
عندما تقدمت الفتاة إلى الداخل اقترب منها قزم ، و قال :
- بنيتي الصغيرة .. عمّ تبحثين ؟
فقالت الفتاة :
- أنا أبحث عن إخوتي .. الغربان السبعة
فرد القزم :
- إن سادتي الغربان ليسوا هنا الآن ، لكن – إن أردت – يمكنك انتظارهم
قالها ، و راح يعد العشاء للغربان في سبعة أطباق صغيرة ، و سبعة أكواب .. فأخذت الفتاة الصغيرة قضمة من كل طبق ، و رشفة من كل كوب ، وفي الكوب الأخير أسقطت الخاتم الذي كانت تحمله معها .
و فجأة .. سمعت صوت حفيف ، و حركة في الهواء ، فقال القزم :
- أنهم سادتي الغربان قد وصلوا
عندها دخلوا و أرادوا أن يتناولوا عشاءهم فبحثوا عن أطباقهم ، و أكوابهم ، لكنهم أخذوا يصيحون واحدا وراء الآخر :
- من أكل من طبقي .. من شرب من كوبي .. أنها آثار فم إنسان !
- من أكل من طبقي .. من شرب من كوبي .. أنها آثار فم إنسان !
حتى وصل سابعهم إلى قاع كوبه وتدحرج الخاتم إلى منقاره , وعندما رآه عرف أن ذلك الخاتم يخص أباه وأمه , فصاح :
- لكم أتمنى ان تكون أختنا هنا الآن..عندها فقط نصبح أحرارا
وعندما سمعت الأخت التى كانت تختفى خلف الباب تلك الأمنية..انطلقت إليهم , وفى تلك اللحظة عاد الغربان السبعة إلى صورتهم الآدمية من جديد , فأخذوا يتعانقون ويقبلون بعضهم بعضا , وعادوا جميعا إلى المنزل
ليعيشوا فى سعادة وهناء.


-------------------------
1) العماد هو طقس ديني في المسيحية يتم في الكنيسة عادة ، و يتم فيه غمر الطفل بالماء الطاهر في طقوس خاصة و بدون العماد لا يقبل الإنسان كمسيحي بعد الموت

"حصة تعرف أكثر " قصة للأطفال بقلم: أحمد زحام


حصة تعرف أكثر

  أحمد زحام

الطفلة الصغيرة حصة فرحة بمعرفة اسمها ، تنطق به إذا سألها جدها عنه :
- حصة
حصة إسم صغير يليق بالصغيرة حصة .
يسأل الجد :
- حصة فقط ؟.
وتقول حصة :
- حصة فقط .
ويغيب الجد عن بيت عائلة حصة أياما ، وشهورا ، وعندما يعود لا ينسى أن يسال حصة عن اسمها .
فتقول :
- حصة أحمد رضوان على زحام  .
ويندهش الجد من معرفة حصة لاسمها كاملا .
ويقول :
- بالأمس كان اسمك صغيرا ، أما اليوم فإني أرى أن اسمك قد أصبح كبيرا ، كبيرا جدا .
فتقول :
- بالأمس يا جدي كنت صغيرة ، فكان اسمي صغيرا .
قال الجد :
- كل ما تكبر حصة كل ما تعرف أكثر .

الأحد، 29 يوليو 2012

"الرسم ليس عملا سهلا " قصة مترجمة للأطفال بقلم: جريجورفيتز


الرسم ليس عملا سهلا ..
 جريجورفيتز 
ترجمة: د.جمال الدين سيد 
كان بودو يتأمل كيف ترسم أخته بالقلم والألوان كل ما يعطونها من واجبات في المدرسة. 
وبعدما تنتهي من رسم كل واجباتها، تبدأ في رسم ما تريده. ولا يهتم بودو حينما تكتب أخته واجبات الحساب أو تقوم بأداء أي واجب تحريري آخر. ولا يهتم بالأمر إلا حينما ترسم الأخت.
 وحينئذ ينتظر أن تفسد أخته إحدى الصفحات، فيرجوها أن يرسم على وجهها الآخر. ولكن أخته لم تكن تمنحه بسرور القلم والألوان، ولذلك حاول بودو أن يحل هذا الأمر بطريقة أخرى. 
 فخاطب والده قائلاً: - يا والدي، هل سيكون عيد ميلادي في القريب؟ 
 فأجابه الوالد: - لا، لن يكون في القريب العاجل ! لقد مضى عيد ميلادك مند شهر فحسب. وسيأتي عيد ميلادك ثانيةً بعد أحد عشر شهراً. 
 - وهل هذه فترة طويلة يا والدي؟
 - أجل فترة طويلة، طويلة جداً.
 - ولماذا يجب الانتظار هكذا فترة طويلة على عيد ميلادي؟ ألا يمكن لعيد ميلادي أن يسرع قليلاً في الحضور؟
 - ولماذا يا بودو؟ 
 - لكي تشتري لي في عيد ميلادي كراسة رسم وألواناً حتى أستطيع أن أرسم مثل أختي. 
 - خد يا بودو قلماً وورقة وارسم. وأنا سأسل في الغد أيمكن أن يأتي عيد ميلادك بسرعة وسأقول لك. 
 وحين استقبل بودو في الغد والده على الباب لكي يعرف ماذا حدث بشأن عيد ميلاده، قدم له الوالد كراسة رسم وعليها ألوان جديدة.
 وصاح بودو في سرور
 - لقد أسرع ! 
يعيش عيد ميلادي ! 
 وبالطبع لم يستطع أحد التحدث مع بودو بعد ذلك، فقد سلم نفسه للرسم. وحينما يستكفي من الرسم يخفي الألوان وكراسة الرسم في أحد الأماكن ويذهب للعب.
 وفي المساء، يضع كراسة الرسم وسادته، وهكذا كان ينام مع كراسة الرسم. 
 وفي أحد الأمسيات حينما كان بودو في امبراطورية الأحلام، خرج من كراسة رسمه وعلُ له قرنان عجيبان، ملتويان وغير متساويين بشكل غريب، وكانت له ثلاث سيقان فحسب، ووقف الوعل أمام بودو وأخد يلعق يده ثم أنفه وقال: 
 - أترى يا بودو مقدار قسوتك، لقد رسمت لي ثلاث سيقان فحسب، وحطمت حياتي كلها، كيف سأجري على ثلاثة سيقان إذا أخدت الكلاب تطاردني؟ سأفقد حياتي على وجه السرعة.
 وحزن بودو أشد الحزن بسبب الوعل لدرجة أن الدموع طفرت إلى عينيه.
 وبعد ذلك، ظهر دب من أحد الأماكن وأخد كراسة الرسم وفتح تلك الصفحة التي رسم فيها بودو ثمار الكمثرى وتناول واحدة ثم ثانية فثلثة، وأكلها كلها. 
ولما أكل ثمرة الكمثرى الأخيرة نظر شزراً وقال لبودو: 
- لماذا توفر اللونين الأحمر والأصفر مما يجعل ثمرات الكمثرى عندك ليست لذيذة بدرجة كافية؟ إنها مرة إلى حد كبير، ومن الآن عليك أن تراعي ذلك عندما ترسم ثمار الكمثرى، ارسم الثمار أكثر نضجا وإلا فسأمزق كراسة الرسم كلها وأحطم الألوان وأسحقها. 
وبعد ذللك أخد يبكي العصفور الذي رسمه بودو ونسي أن يضع له منقاراً.
 وقال العصفور
 - لا أستطيع أن آكل أو أن أغرد ! ما هذا الذي فعلته ؟ أي قلب هذا الذي تملكه في صدرك ! إنه حجر وليس قلباً ! 
 وأحس بودو وكأنه حقيقة يملك حجراً في صدره وتملكه الحزن. وعندئد ظهر أمامه طيار شاحب الوجه في غاية الإرهاق وقال له:
 - انظر أي طائرة رسمتها لي ! لقد ارتفعت قليلاً ثم سقطت على الفور وكسرت ساقي ويدي ! ومن المسئول عن ذلك؟ 
وأحس بودو بضيق شديد ولم يعرف بماذا يرد عليهم، وكان يود أن يساعدهم جميعاً، ولكن فلم يعد بإمكانه أن يحرك قدميه أو يديه لأنه كان مشدود الوثاق. ولم يعرف من الذي شد وثاقه، وحاول أن يفك قيده ولكنه لم يفلح. لما استيقظ في الصباح بحث عن كراسته للرسم، ولكنه لم يعثر عليها تحت وسادته، ثم وجدها على الأرض تحت السرير وأخد يتصفحها، ووجد بها الوعل بسيقانه الثلاث، ولم يكن يجرؤ على الذهاب إلى أي مكان، وظل موجوداً أيضاً العصفور الذي لم يكن يستطيع الأكل أو التغريد، ولم تعد هناك أي ثمرة من ثمار الكمثرى، لقد أكلها الدب، ولم تعد هناك طائرة، لأنها سقطت في أحد الأماكن من علو شاهق، وأدت بحيات الطيار. ومسح بودو العرق من على جبهته وقال:
 - الرسم عمل عسير للغاية، وله مسؤولياته.

"علم الجندي الجميل "قصة للأطفال بقلم : وسام جار النبى الحلو


علم الجندي الجميل

 
وسام جار النبى الحلو

على حائط غرفتي صورة لجندي يحتضن بندقيته .. الجندي كان ينظر لشيء بعيد غير موجودة بالصورة وحوله الصحراء شاسعة وخالية ، ذات يوم غادر الجندى الصورة ، حين غادرها سمعت أصواتا لبنادق ودبابات وصواريخ ، خفت لكنى لما تذكرت ملامح الجندي أحسست بالأمان ، ظلت الأصوات تعلو وتعلو وأنا أنتظر عودة الجندي ، بعد وقت ليس قصيرا .. خفتت الأصوات .. خفتت وخفتت ، بعدها لم أر الجندي قط لكن علما جميلا ظل يرفرف فوق تلك الصحراء .

الجمعة، 27 يوليو 2012

"هـل تبكـي النَّسْمـه ؟" قصيدة للأطفال بقلم: بيان الصفدي

هـل تبكـي النَّسْمـه ؟

 بيان الصفدي
 الرسم: ريم العسكري

 • هـل تبكـي النَّسْمـه ؟ 
 _ تبكـي عنـدَ النافـذةِ المكسـوره!
 • هـل يبكـي العُصفورْ ؟ 
 _ يبكـي فـي الأرضِ المهجــوره!
 • هـل تبكـي السمكهْ ؟ 
 _ تبكـي إنْ جَـفَّ النهْـــــرُ! 
• هـل يبكـي المَرْ كبْ ؟
 _ يبكـي إنْ هـاجَ البحـــــرُ! 
 • هـل تبكـي الغيمـهْ ؟ 
 _ تبكـي إن نـادى البَـــــرُّ!
 • هـل تبكـي النحلـهْ ؟
 _ تبكـي إن مـات الزهـــــرُ!

الخميس، 26 يوليو 2012

"تجّار الرقيق " قصّة للفتيان والفتيات بقلم: عدنان كنفاني

تجّار الرقيق
عدنان كنفاني
 أبحرت السفينة العملاقة "سيدة البحار" من أحد موانئ القارة الإفريقية عائدة إلى مرسيليا المدينة الفرنسية التي تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
 تحمل على متنها بحارتها، وعدداً كبيراً من الشباب الإفريقيين، نساء ورجالاً، المميزين بلون بشرتهم السوداء مستعبدين لبيعهم في دول أوروبا لاستخدامهم في الأعمال الوضيعة بعد أن أغروهم بوعود برّاقة وبحياة رفاهية تخلصهم من الفقر الذي يعيشون في ظروفه القاسية. 
فردت السفينة العملاقة أشرعتها الضخمة، وبدأت المجاديف تتحرك على إيقاع واحد تدفع السفينة للإبحار في رحلتها الطويلة عبر المحيط الهندي قاصدة مضائق جبل طارق تدخل منه إلى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى شواطئ وميناء مرسيليا. عندما صارت السفينة في عرض البحر، أدرك الإفريقيون المستعبدون أنهم أصبحوا عبيداً عليهم أن يمتثلوا لأوامر ربان السفينة وبحارتها، وأن ينخرطوا في تنفيذ الأعمال التي تطلب منهم دون شكوى أو اعتراض، وإلا فالعقاب الصارم سيطالهم.
 بعد أيام كثيرة من إبحار السفينة، هبّ إعصار شديد، هاج البحر وماج، وترنحت السفينة ذات الشمال وذات اليمين، وحاول الربان والبحارة السيطرة عليها دون جدوى، سرعان ما انقلبت وبدأت تغوص في قاع المحيط شيئاً فشيئاً، وكل يحاول النجاة بنفسه من لجّة الموت غرقاً. 
وشاء القدر أن تغرق السفينة قريبة من جزيرة مجهولة لم يسمع بها أحد، ولا يعرفها أحد، وليس لها أي وجود على خرائط المحيطات، واستطاع نفر من ركاب السفينة الغارقة أن يصل إلى شاطئ الجزيرة الصخري المرجاني. 
جزيرة قاحلة غير مسكونة، لم تطؤها أقدام آدمي، صغيرة، الأشجار البرية متشابكة، وجدول ماء عذب يتدفق من وسطها.. طيور قليلة، وبعض زواحف وحيوانات صغيرة تسكن تلك الجزيرة المجهولة.
 لم يتجاوز عدد الناجين من الغرق أكثر من عشرة أشخاص، ستة منهم من بحارة السفينة، والأربعة الباقون من المستعبدين.. ثلاث فتيات ورجل واحد، بعد أيام قليلة من تواجدهم على أرض الجزيرة عانت واحدة من الفتيات مرضاً مجهولاً سرعان ما أودى بحياتها، بينما استطاع الباقون من تدبّر شؤون حياتهم اليومية مما يتوفّر من خير الجزيرة ومائها، لكن الأمر المحيّر أن الفجوة بين العبيد والسادة رغم تلك الظروف الصعبة والقاسية التي يعاني من قسوتها الجميع ما زالت تعلن عن نفسها، فالسادة لا يختلطون مع العبيد ولا يعنيهم أمرهم في شيء، وهم يعملون معاً لبناء طوّافة من خشب الأشجار المتوفّر بكثرة في الجزيرة علّها تحملهم إلى النجاة. 
بعد أكثر من ثلاثة شهور أنجزوا بناء طوافة كبيرة ومتينة، وحضروا لها المجاديف وقرروا الخروج من الجزيرة. 
المفاجأة أن الأشخاص الستة السادة في صباح ذلك اليوم عندما ركبوا الطوافة قاصدين الرحيل إلى مجهول، أجبروا الثلاثة الباقين المستعبدين على البقاء في الجزيرة دون أن يطرف لهم جفن. 
مضت الطوافة بحملها إلى عرض البحر، ولا أحد يعرف أين استقر بها المسير، هل نجت بما عليها.؟ أم غرقت والتهمتها أعماق المحيط.؟ 
الأيام والشهور والسنوات تطارد بعضها بلا معالم ولا أمنيات، وتترى تباعاً، والمستعبدين في الجزيرة يحسنون التوافق مع المتغيرات التي أصبحت صبغة مسير حياتهم، وتمضي بهم الحياة. 
بعد ثلاثين سنة، سفينة عملاقة لاحظت تلك الجزيرة الغريبة واقتربت من شاطئها لتستكشفها. 
كان وقع مفاجأة على البحارة الذين وطئوا أرض الجزيرة مذهلاً عندما تعرفوا بكثير من الدهشة، على قبيلة من ذوي البشرة السوداء يعيشون منذ ثلاثين سنة على الجزيرة بعيداً عن صخب العالم، يمارسون حياتهم بحريّة، ويتناسلون.. ويعلنون بقاءهم.
 جرت أحداث هذه القصّة، في أواسط القرن السابع عشرالميلادي.

أنظروا الى أنفسكم في عيوننا / إتفاقية حقوق الطفل





http://www.nour-atfal.org/kidsgate/pictures15.htm