قصة : رضا سالم الصامت
رسم : بنان شكو
يحكي أن في قديم الزمان كان هناك قط لطيف اسمه خفيف .... يتصف بحركاته البهلوانية و خفة روحه .. كان خفيف هذا قطا نحيف الجسم رائعا تعرف على سمكة اسمها مرجانة يلعب معها و يداعبها و هي تتمايل في وعاء ممتلئ بالماء
يراقب حركاتها و يلهو معها و يتحدث إليها و تحدثه هي ...لم تكن مرجانة خائفة من خفيف ذلك القط اللطيف.... الذي طالما غنى لها * أنا خفيف قط لطيف أحب مرجانة شتاء و صيف.
في البداية لم تكن تثق فيه و كانت خائفة منه ... لكن بمرور الأيام صارت تبادله نفس المشاعر وتحبه بل كانت معجبة به عندما يلهو أمامها بحركاته البهلوانية و موائه الجميل ..
مرجانة سمكة لطيفة أيضا و تتصرف معه بلباقة و عفوية . في يوم ما قالت له : يا لك من قط جميل يا خفيف انك تعجبني فهل تقبل صداقتي ؟
ابتسم خفيف و قال لها : حتى أنت يا مرجانة تعجبني كثيرا فأنا عندما أرك تتموجي في الإناء اسعد كثيرا... و أنا صديقك من زمان
فرحت مرجانة بهذا الكلام و قالت في نفسها : انه حقا قط مؤدب و صارت تغني هي الأخرى له
أنا السمكة مرجانة معجبة بقطي
في البيت توجد عجوز تعيش معهما و تراقب تصرفاتهما فكانت لا تدري ما تفعله
تارة تطرد القط من البيت و طورا تقوم بتغيير مكان الإناء الذي يوجد فيه السمكة في مكان منزوي
خوفا على السمكة من أن يأكلها القط اللعين في نظر تلك العجوز التي تقطن البيت
فقررت أن تفرق بينهما . والفراق يجعل السمكة مرجانة تحزن حزنا شديدا على فراق قطها المحبوب خفيف و نفس الشيء بالنسبة للقط خفيف يحزن هو الآخر عن فراق حبيبته مرجانة
وهكذا قمت العجوز بتفريقهما
أصبح خفيف يعيش خارج البيت في البرد بسبب طرد العجوز له و أصبح أيضا يعاني شدة الألم وكثرة اشتياقه لمرجانة السمكة و هكذا يبقى طول الليل
ينادي بصوت حزين : مياو مياو اين أنت يا مرجانة ... ماذا تفعلي ...هل أنت بخير ؟ ... و هكذا
و بما أن الليل كله سكون فان مرجانة تسمع مواءه فتتألم و يتقطع قلبها حزنا فتراها تقول : انه لمسكين خفيف يعاني من شدة البرد بسببي .. يارب ارحمني فأنا المذنبة ... و أنا السبب في تشرده و معاناته...
ظلت مرجانة السمكة تفكر في خفيف القط و تحاول إيجاد فكرة لإنقاذه . وبقيت على تلك الحالة أياما و أيام إلى أن خطرت ببالها حيلة لتنقذ صديقها القط ....
وبينما العجوز تهم برش الطعام في الإناء للسمكة تظاهرت بأنها ميتة و ظلت تطفو على الماء .. لاحظت العجوز أن السمكة ليست بمظهرها العادي و لا تتحرك كعادتها فارتبكت حائرة و أخذت تحركها لكن السمكة ظلت صامدة متظاهرة بأنها ميتة ... أصاب الذعر العجوز و هي التي تحب السمكة حبا جما مثلما هي تحب قطها خفيف
و قتها ظنت العجوز بأن السمكة ربما قد ماتت ...فأخذتها بيدها وفجأة تحركت السمكة ... فرحت العجوز كثيرا بسلامتها و قالت الحمد لله انك بخير يا سمكتي .. ردت السمكة قائلة شكرا لك سيدتي أرجو أن تسمحي لخفيف القط بالدخول إلى البيت و إلا سأقتل نفسي و أموت حزنا
فردت عليها العجوز : أنا كنت خائفة عليك يا سمكتي العزيزة فالقط ليس فيه أمان و سيلتهمك في يوم ما ... حياتي بيد الله لا أخاف الموت فكل كائن حي نهايته تكون موتا
وافقت العجوز على طلب السمكة مرجانة و أرجعتها إلى الإناء . ثم أسرعت إلى فتح الباب تاركة خفيف يدخل
دخل خفيف البيت فرحا مسرورا و هو يغني مياو مياو أنا جئت يا مرجانة مياو مياو
سعدت السمكة مرجانة بسماع صوت صديقها القط و فرحت كثيرا 
و أصبحا يعيشان معا في بيت واحد يجمعهما الود و المحبة .. أما العجوز فقد كانت سعيدة بهما حيث اكتشفت أنهما يحبان بعضهما البعض و منذ ذلك الحين أصبح كل من العجوز و السمكة مرجانة و القط خفيف يعيشون في كنف الثقة و الأمان و الوئام
و هكذا يا أصدقائي الصغار تنتهي قصتنا و نتمنى أن تنال إعجابكم و لتعلموا أن ليس هناك أفضل في الحياة من العيش في محبة و ثقة و أمان و وئام .. و أن حياة أي كائن حي لابد من نهاية.
 المصدر : مجلة الفاتح للأطفال العدد246 بتاريخ 15/06/2013