لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأربعاء، 21 أغسطس 2013

"بطل الجبل" قصة مترجمة للأطفال ترجمة: حسن صلاح حسن

بطل الجبل
ترجمة: حسن صلاح حسن
كان الثعلب الصغير (لولو) مفعماً بالإثارة، فالمسابقة الكبرى "بطل الجبل" ستبدأ في الغد. وسيشارك فيها أقوى وأشجع الحيوانات والناس.
أما لولو فقد كان يريد مشاهدة المسابقة، كما كان يريد أن يقابل أشهر الأبطال في العالم. فدرس الخريطةبعناية. فالمسابقة ستتم عالياً فوق الجبل، في أراضي البومة الساحرة "بوران"، ولذا فسيضطر لولو أن يقوم برحلة طويلة في اليوم التالى.
في تلك الليلة لم يستطع لولو النوم حتى وقت متأخر من الليل. فقد كان ينظر عبر الأفق إلى قمة الجبل البعيدة ويحلم بالمسابقة. وكان تواقاً إلى الصباح.
استيقظ لولو في الصباح الباكر، غسل أسنانه بالفرشاة، وتناول إفطاره بسرعة. فقد كان أمامه رحلة طويلة، ولذا فقد تناول وجبة إفطارٍ جيدة أعدته له أمه، وكانت لذيذة جداً.
وعد لولو أمه أن يعتنى بنفسه، وأن يعود إليها قبل حلول الظلام، وانطلق إلى الجبل. مر بالمروج المجاورة لبيته، ومشى حول التلال الصخرية، وفجأة أثناء عبوره النهر، سمع شخصاً يصرخ طالباً النجدة.
نظر لولو حوله فوجد خنفساء وقعت فى النهر. كانت ضفاف النهر شديدة الانحدار، أما الخنفساء الصغيرة كانت تلوح بقدميها وقرون استشعارها فى يأس.
بحث لولو حوله عن عوامة أو عن عصا، ولكنه لم يجد شيئاً نافعاً. ولأن الوقت كان يمر بسرعة، فقد وضع لولو ذيله في المياة الجليدية، وصاح في الخنفساء أن تتشبث به.
بعد برهة، بعد أن نجح لولو فى انقاذ الخنفساء، وهى ترقد على الحشائش لتجفف نفسها في الشمس – مرهقةً ولكن سعيدة بانقاذها.  كان لولو مرهقاً أيضاً، ولكن لم يكن لديه وقت ليستريح فيه. فعصر ذيله الذى أصبح ثقيلاً من المياه التى بللته، وأسرع إلى المسابقة.
بعد وقت قليل رأى أمامه أرنباً برياً صغيراً يبكى بشدة. كان الأرنب الصغير قد فقد قفازه، ولم يكن يعرف كيف يجده.
كان لولو مستعجلاً ليصل إلى المسابقة، ولكنه قرر أن يساعد الأرنب الصغير. خفض لولو من أرنبة أنفه وأسرع بالبحث عن قفاز الأرنب الصغير. وتبعه الأرنب وقد ملأه الأمل.
بعد وقت قليل وجد لولو القفاز ملقياً على جانب الطريق. لا شيء يمكنه الاختباء من أنف الثعلب. أصبح الأرنب الصغير فرحاً جداً وتقافز مبتسماً عائداً إلى بيته مرتدياً قفازه، وأسرع لولو إلى الجبل.
وحين حاول لولو أن يتسلق طريق الجبل شديد الانحدار، قابل ثلاث نملات ممن يعملون في إطفاء الحريق، يحملون باباً جديداً لمخفر المراقبة، الذي يقع في أعلى الجبل، فالنمل يراقب الغابة من هناك ليرى إذا نشب حريق بالغابة.

كان الباب ثقيلاً جداً، وكانت النملات الثلاث تلهث أسفل منه.
قرر لولو أن يساعدهم، برغم أنه أصبح متأخراً على المسابقة بالفعل. أخذ لولو أحد طرفي الباب وحمله مع النملات الثلاث لأعلى الجبل.
وفي النهاية وصل الجميع إلى مرصد المراقبة، ونجحوا سوياً في تثبيت الباب في مكانه السليم. جلست النملات على الأرض مرهقة، ولكن تشعرن بالرضا. كان لولو مرهقاً أيضاً، ولكن لم يكن أمامه وقت ليستريح فيه – فاستمر في طريقه، صاعداً قمة الجبل.
عندما صعد قمة الجبل، كانت المسابقة قد انتهت. وكانت السهام المكسورة، والسيوف، والتروس ملقاة هنا وهناك في كل أنحاء المروج التى على قمة الجبل، ولكن كل الأبطال قد غادروا المكان.
جلس لولو حزيناً على الأرض. فقد كان تواقاً ليشاهد السباق ويقابل الأبطال العظماء، ولكن فاته كل شيء.

وفجأة سمع رفرفة أجنحة. نظر لأعلى فرأى البومة الساحرة، بوران، تحط أمامه.
"لا تحزن يا لولو. فلم يفتك شيئ ذو أهمية. انظر .. لدي شيء خاص لك" وقدمت له قطعة من البللور مكتوب عليها "بطل الجبل" – وهى أكبر جائزة فى المسابقة.
فسألها لولو مدهوشاً: "ولكن لماذا؟ لم أقم بأى عمل بطولي".
ابتسمت بوران وقالت له: "وهل هناك عمل أكثر بطولة من كل الأعمال الصغيرة التى عملتها اليوم؟"
"لقد فاتتك المسابقة التى كنت تتوق بشدة أن تشاهدها، لأنك ساعدت الخنفساء، والأرنب الصغير، والنملات الثلاث. فأنت إذاً البطل الحقيقى للجبل."

استطاع لولو أن يعدو إلى بيته قبل العشاء، وحكى لوالديه عما حدث. كان كل من بالبيت في غاية السعادة والفخر. وبعد العشاء، ذهب لولو إلى سريره مرهقاً وشاعراً بالرضا. كان في حاجة إلى نوم هانئ ليلاً .. فربما تنتظره أعمال عظيمة ومغامرات أخرى في الصباح التالى.
----------------
ترجمة / حسن صلاح حسن

ليست هناك تعليقات: