لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 10 فبراير 2017

"حوار الفصول " قصة للأطفال بقلم: دليل زينب


حوار الفصول
بقلم: دليل زينب

   في يوم من الأيام اجتمعت الفصول الأربعة وراحت تتجاذب أطراف الحديث، تروي قصصا و طرائف   تخللت أيامها، تعدد غلاتها وما يشغل بالها، وتتشاور فيما بينها، إلى أن استرسل الربيع  في التفاخر و التباهي وكيف لا وهو الذي يضرب به المثل في الاعتدال و الجمال ففيه الأرض تخضر و تزهر والطيور تعود من المهجر وفي لياليه يحلو السمر.
أما الشتاء فذكر جمال منظر الثلوج فيه و غزارة المطر الذي يجري الوديان والأنهر.
وراح الصيف يسرد هو الأخر قصصا طريفة عن المصطافين وحكايات الأطفال مع البحر وعدّد لهم أنواعا كثيرة من الفواكه اللذيذة التي يتمتع بها الطير والبشر.
اطرق الخريف ولم ينبس بكلمة .
فقال الربيع بلهجة متهكم ساخر: ها !! وأنت يا خريف !! تهاجر فيك الطيور، ويتعرى الشجر وتعصف فيك الريح  ويهطل المطر. ثم أطلق قهقهة وأردف قائلا: لقد ذكر الشتاء جمال الثلوج ونسي قسوة الجو فيه ووحشة المنظر فالكل مختبئ في مأواه   ينتظر انقضاءه.
أما الصيف فأراه يستطرف قصص المصطافين مع البحر وما ألجأهم إليه سوى الحر و الضجر، لو كان للإنسان اختيار لاختار أن يمتد الربيع طول الدهر.
   استنكرت الفصول كلامه ونهته عن ذلك فقال فصل الشتاء معاتبا: ما على هذا اجتمعنا يا ربيع وليس ما قلته من أدب الحديث، نراك تتعالى و تتفاخر وكلنا بأمر ربه مسخر.
وقال الخريف: بل بأيامي يفرح الفلاح و يستبشر، ويحرث الأرض و ينثر البذر.
وقال الصيف: أما أوراق الشجر فهي في الحقيقة أصل السماد الذي  يخصب التربة لتخضر فيك و تزهر و أما الريح فهي التي تلقح الزهور و تسوق الغمام الذي يمطر، فترتوي الأرض والبشر، وأما الحر فله الفضل في نضج الحبوب و الثمر، فأي فضل لك فيما أنت عليه من جمال يا ربيع.
سكت الربيع برهة ثم اعتذر وعاد الأربعة باحترام للسمر.


ليست هناك تعليقات: