لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأحد، 9 يوليو 2017

"ليلى والأسماك الطائرة" قصة للأطفال بقلم: طلال حسن



ليلى والأسماك الطائرة
  طلال حسن

     " 1 "
ــــــــــــــــــــ
    حين عدتُ إلى غرفتنا ، في الباخرة ، التي كانت تمخر بنا عباب مياه البحر ، رأيتُ جدي يقف قرب الكوة ، بعيداً عن فراشه ، رغم تعبه الشديد .
والتفت إليّ ، وقال لي بنبرته الهادئة : تأخرتَ .
ورفعتُ عينيّ الحائرتين إليه ، دون أن أردّ بكلمة ، فابتسم ، وقال : ليلى هي السبب .
لم أبتسم ، وإنما قلتُ : اسمها ليس ليلى .
وصمتُ لحظة ، ثم قلتُ : كانت أمها معها ، وجلسنا نتحدث ، على سطح الباخرة .
وتقدم جدي من فراشه ، وتمدد فيه ، وقال : لابد أنها تحدثت عن فلسطين ..
وهززتُ رأسي أن نعم ، فأضاف جدي قائلاً : إن الفلسطيني ، يحمل فلسطين معه ، حيثما يذهب .
وجلستُ على سريري ، وقلتُ : لم تتحدث عن فلسطين ، وإنما تحدثت عن عالم البحار ، و . .
وانتبهتُ إلى جدي ، كان يغط في النوم ، فنهضت من على سريري ، ورددتُ الغطاء فوقه ، ثم أطفأت مصباح الغرفة ، وعدتُ إلى فراشي .

     " 2 "
ـــــــــــــــــــ 
    أفقتُ قبل شروق الشمس ، وخمنتُ أن من أسماها جدي " ليلى " ، قد تكون وحدها على السطح ، فقد قالت لي البارحة ، إنها تحب أن ترى الشمس ، وهي تصعد من أعماق البحر .
لم أرَ " ليلى " على السطح ، رغم أن الشمس توشك أن تشرق ، لكني رأيتُ ـ ويا للعجب ـ عدداً من الأسماك ، الغريبة الشكل ، التي لم أرَ مثلها من قبل ، تنتثر على امتداد سطح الباخرة .
وقفلتُ عائداً إلى الغرفة ، وإذا جدي مستيقظ ، وقبل أن يبادرني بالحديث ، قلتُ له : جدي ، رأيتُ عدداً من الأسماك الغريبة ، متناثرة على السطح .
واعتدل جدي في فراشه ، وقال : هذه أسماك الرنجة الطائرة ، يا بنيّ .
وحدقتُ في جدي ملياً ، ثم قلتُ في نفسي حزيناً آسفاً : " آه .. لقد خرف جدي " .
واستأنف جدي حديثه قائلاً : هذا النوع من الأسماك ، تقفز وتطير في الفضاء ، إلى ارتفاع مائة قدم ، وخاصة حين يهاجمها أحد أعدائها ، وتطير بقوة إلى مسافة تتراوح بين الخمسين والمائة متراً ، وأشهر هذه الأسماك ، السمكة الحمراء النارية .
وصمت جدي مرة أخرى ، ثم قال : تصور إن بعض هذه الأسماك الطائرة ، تتسلق الأشجار بزعانفها ، تاركة ماء البحر وراءها .
وأطرقتُ رأسي دون أن أتفوه بكلمة ، وقد ازداد شعوري بالحزن والأسف ، سمكة تطير ، وتتسلق الأشجار ؟ حقاً لقد خرف جدي .

     " 3 "
ـــــــــــــــــــ
    قبيل منتصف النهار ، خرجتُ من الغرفة وحدي ، ومضيتُ مباشرة إلى سطح الباخرة ، على أمل أن أرى " ليلى " وأمها هناك .
وقبل أن أرى " ليلى " رأتني ، وكانت وحدها على السطح ، فأقبلت عليّ مسرعة ، وقالت : تأخرت اليوم ، ففاتك أمر مثير للدهشة .
وتوقفتُ قبالتها مبتسماً ، وقلتُ بلهجة مازحة : لابد أنها الشمس ، وهي تخرج ضاحكة من أعماق البحر ، والماء يقطر منها .
وضحكت " ليلى " للهجة ، التي تكلمتُ بها ، وقالت : لا ، ليس الشمس ، بل أسماك عجيبة ، كانت مبعثرة على سطح الباخرة .
ونظرتُ إليها ، وقلتُ مازحاً : لابد أنها أسماك طائرة ، انطلقت من البحر ، وحطت لسبب من الأسباب ، على سطح باخرتنا ، في ساعات الفجر الأولى .
ورفعت " ليلى " عينيها إليّ مندهشة ، ثم قالت : هذا ما قالته ماما بالضبط ، بل وقالت أيضاً ، إن بعض هذه الأسماك تتسق الأشجار .
ولذت بالصمت ، وقد داخلني شعور غامر بالفرح ، إن جدي الحبيب ، لم يصب بالخرف إذن ، وإن كلّ ما قاله عن السمكة الطائرة ، كان صحيحاً .

السمكة الطائرة : من أسرع الأسماك في العوم ، وهي تقفز وتطير في
                        الفضاء إلى ارتفاع مائة قدم ، وبعض هذه الأسماك تتسلق
                        الأشجار بزعانفها ، تاركة الماء وراءها .

                                   

                                   25 / 9 / 2016
  



هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

جوب في مصر في ذكرى

Chbdal israe يقول...

أريد تلخيص لهذا النص من فضلكم

غير معرف يقول...

تلخيص نص

عبدالمجيد يقول...

الفكرة عن كل فقرة وعنوان كل فقرة